للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*دهلى]

دهلى أو دلهى كبرى مدن الهند وأشهر مركز تجارى وصناعى

بها. تقع فى شمال الهند ويزيد عدد سكانها على (٦) ملايين

نسمة. ويُطلق اسم دهلى على عدة مدن أقيمت فى مواقع

متجاورة على الضفة اليمنى لنهر جمنة. وكانت دهلى كغيرها من

بلاد الهند يحكمها الهندوس حتى سنة (١١٩٤م)، حيث تمكن أحد

القادة المسلمين، وهو قطب الدين أيبك، أحد مماليك الدولة

الغورية بالهند من فتحها، وأسس دولة إسلامية عُرفت باسم دولة

المماليك التركية، واتخذ دهلى عاصمة لها، واستمرت دولته حتى

سنة (١٢٩٠م)، حيث استولى عليها جلال الدين نيروز وأسس

الدولة الخلجية، ثم خلفتها الدولة التغلقية سنة (١٣٢٠م)، وفى

عهد مؤسسها غياث الدين تغلق استعادت دهلى أهميتها

كعاصمة كبرى حتى استولى عليها تيمورلنك وأحدث بها خرابًا

ودمارًا. وفى سنة (١٥٢٦م) نجح ظهير الدين بابر، أحد أحفاد

تيمورلنك فى دخولها، أثناء توسع دولته، واتخذها عاصمة لها،

ثم اتخذها بعد ذلك السلطان أكبر عاصمة لإمبراطوريته الكبيرة.

ويُعدُّ شاهجهان المجدد الحقيقى لمدينة دهلى منذ سنة (١٦٣٨م)،

فأقام أسوارها وبنى قلعتها وأسس مسجد دهلى الكبير. وفى

سنة (١٧٣٩م) تعرضت دهلى للغزو الفارسى على يد نادرشاه، ثم

أصبحت بعد ذلك مسرحًا للثورات والاضطرابات مع استمرارها

عاصمة للسلاطين حتى استولى عليها الإنجليز سنة (١٨٥٧م).

وفى سنة (١٨٧٧ م) أُعلِنَت الملكة فيكتوريا فى دهلى

إمبراطورة على الهند. وفى سنة (١٩١١م) تُوِّج الملك جورج فى

دهلى إمبراطورًا على الهند، وفى العام التالى اتخذ الإنجليز

عاصمة أخرى وأطلقوا عليها نيودلهى. وتضم مدينة دهلى عددًا

كبيرًا من الآثار الإسلامية، أهمها: مسجد دهلى الجامع الذى بناه

شاهجهان، وضريح الإمبراطور همايون، ومسجد اللؤلؤة الذى

بناه أورنكزيب، ومنارة قطب الدين أو قطب منار، وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>