للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*المورة]

هو إقليم كان مجزَّءًا بين البنادقة وعدة إمارات صغيرة يحكمها

بعض أعيان الإفرنج الذين تخلَّفوا بعد انتهاء الحروب الصليبية.

وفى سنة (١٤٦٠م) قام بفتحها السلطان العثمانى محمد الفاتح،

وفى سنة (١٤٦٣م) أرسلت البندقية حملة بحرية أنزلت ما بها من

الجيوش إلى بلاد المورة فثار سكانها وقاتلوا الجنود العثمانيين،

وأقاموا ما كان تهدم من سور برزخ كورنته لمنع وصول المدد

من الدولة العثمانية، لكن لمَّا علموا بقدوم السلطان مع جيش يبلغ

عدده ثمانين ألف مقاتل تركوا البرزخ راجعين على أعقابهم؛

فدخل العثمانيون بلاد المورة دون مقاومة كبيرة، وأرجعوا

السكينة إلى البلاد، وفى السنة التالية أعاد البنادقة الكرَّة على

بلاد المورة، ولكن دون جدوى. وفى سنة (١٥٣٨م) تم الاتفاق

على وضع صلح بين البندقية والدولة العثمانية، تنازلت فيه

البندقية عن ملفوازى ونابولى ودى رومانيا من بلاد المورة.

وفى سنة (١٦٨٦م) خضعت بلاد المورة للبنادقة من جديد، وعندما

تولى السلطان سليمان خان الثانى أباح للمسيحيين بناء ما تهدم

من كنائسهم فى الآستانة، وعاقب بأشد أنواع العقاب كل من

تعرض لهم فى إقامة شعائر دينهم، حتىاستمال جميع مسيحى

الدولة، وكانت نتيجة معاملة المسيحيين بالقسط أن ثار أهالى

المورة على البنادقة، فطردوهم من ديارهم لتعرضهم لهم فى

إقامة شعائر مذهبهم الأرثوذكسى وإجبارهم على اعتناق

المذهب الكاثوليكى، ودخلوا فى حمى الدولة العثمانية طائعين

مختارين؛ لعدم تعرضها لديانتهم مطلقًا. وبمقتضى معاهدة

كارلوفتس تنازلت الدولة العثمانية عن بلاد المورة، وعندما تولى

على باشا داماد منصب الصدارة العظمى (رئاسة الوزراء) أعلن

الحرب على البندقية، وفى زمن قليل استرد بلاد المورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>