للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*عكا]

تقع فى الطرف الشمالى لخليج عكا، وتبعد عن ميناء حيفا بنحو

(١٥) كم، وتقع بالقرب من سفوح جبل الكرمل. وهى ذات موقع

استراتيجى؛ مما عرضها للأطماع الخارجية، وتبعد عن القدس

بنحو (١٢٨) كم، وعن ميناء صور بنحو (٤٤) كم. وتكثر فى

أطرافها المستنقعات، كالشاحوطة وعين البقر، ومناخها مناخ

البحر المتوسط؛ حار جاف صيفًا، دافئ ممطر شتاءً. وتأسست

عكا فى الألف الثالثة قبل الميلاد على يد إحدى القبائل

الكنعانية العربية المعروفة بالجرجاشيين، وأطلقت عليها عكو،

أى: الرمل الحار، وهم مستنبطو صناعة الزجاج، كما يروى

بلنى، المُتوفَّى سنة (١١٣ م)، واستمرت كنعانية عربية؛ فلم

تخضع للمصريين ولا للعبرانيين إلى القرن الثامن قبل الميلاد،

حين خضعت للملك الآشورى شلمناصر الخامس، ثم للفرس فى

القرن السادس قبل الميلاد، ثم للإسكندر المقدونى. وفى عهد

البطالمة والسلوقيين غُيِّر اسمها إلى بتولمايس، ثم احتلها الأرمن

عام (٦٩ ق. م)، وفيها قامت حضارة هلنستية؛ نتيجة التداخل بين

الثقافة اليونانية والسامية خلال العصر السلوقى. وقد فتحها

شرحبيل بن حسنة نحو سنة (١٥ هـ = ٦٣٧ م)، وبها أنشأ معاوية

بن أبى سفيان، رضى الله عنه، أسطولاً بحريًّا، وقامت منها

حملة على قبرص سنة (٢٨ هـ = ٦٤٩ م) ورودس سنة (٣٤ هـ =

٦٥٤ م)، وازدهرت تجارتها فى العصر الأموى، واستولى عليها

أحمد بن طولون عام (١٦٤ هـ = ٨٧٧ م)، ثم الإخشيديون ثم

الفاطميون، ثم وقعت تحت سيطرة الصليبيين عام (٤٩٧ هـ =

١١٠٤ م). وشهد لعكا بالعظمة والمنعة كل من زارها. وقد كان

لها أهمية تجارية بارزة تحت الحكم العثمانى، ثم تصدت لحصار

نابليون عام (١٢١٤هـ = ١٧٩٩م)، ثم فتحها إبراهيم بن محمد على

عام (١٢٤٧ هـ = ١٨٣٢ م)، ثم تضاءلت أهميتها التجارية بإلحاقها

بسورية عام (١٢٨١ هـ = ١٨٦٤ م)، ثم ألحقت ببيروت عام (١٣٠٥

هـ = ١٨٨٨ م)، وبعد الاحتلال الصهيونى لعكا سنة (١٩٤٨ م)

<<  <  ج: ص:  >  >>