للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*البويب (معركة)]

البويب اسم نهر كان بالعراق موضع الكوفة أو مما يلى موضع

الكوفة اليوم، وسميت باسمه المعركة التى دارت عليه (فى

رمضان سنة ١٣ هـ) بين المسلمين بقيادة المثنَّى بن حارثة

الشيبانى والفرس بقيادة مهران الهمذانى. وقد هُزم المسلمون

فى المعركة السابقة فى حربهم مع الفرس، وهى معركة الجسر

فى العام نفسه؛ مما أطمع الفرس فيهم، فى حين رغب المسلمون

فى الثأر لهزيمتهم. وقد استعان المثنى قبل المعركة بقبائل

العرب فى العراق، مثل قبيلتى نمر وتغلب، وكانوا من

النصارى، كما أمده الخليفة عمر بن الخطاب، رضى الله عنه،

بجيش من المدينة فبلغ جيشه نحو (١٠) آلاف مقاتل. وعسكر جيش

المسلمين على الضفة الغربية لنهر الفرات، فى حين عسكر جيش

الفرس على الضفة الشرقية، وأرسل مهران إلى المثنى يسأله:

إما أن تعبروا إلينا وإما أن نعبر إليكم، فأجاب المثنى: أن

اعبروا أنتم. ونظم المثنى جيشه ومر بفرسه المُسمَّى الشموس

على صفوف الجيش؛ يحثهم على الصمود والاستبسال. ولما عبر

مهران بجيشه دارت معركة بين الطرفين حامية الوطيس، واشتد

القتال، وحمل المثنى وجماعة معه على قلب جيش العدو

ففرقوه، وقتلوا قائدهم مهران؛ فاضطربت صفوف جيش الفرس،

وضعفت مقاومتهم، وحاولوا الهرب، فقطع المسلمون عليهم

الجسر، وأعملوا فيهم سيوفهم؛ فقُتل منهم الكثير، وغرق

الكثير، حتى قدر عدد قتلاهم بنحو (١٠٠) ألف قتيل، وهو رقم

مبالغ فيه، ولكنه يدل على كثرة من قتل فى المعركة. وكانت

هذه المعركة مقدمة لانتصار المسلمين الحاسم على الفرس فى

معركة القادسية.

<<  <  ج: ص:  >  >>