للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*الغورية (دولة)]

كان الغوريون أسرة صغيرة تحكم «ولاية الغور» التى تقع بين

«هراة» و «غزنة»، وكانت «قلعة فيروزكوه» مقر حكمهم،

ودأبوا على شن الغارات على رعايا «الدولة الغزنوية»، واتخذوا

من وعورة بلادهم وصعوبة مسالكها معصمًا يقيهم من بطش

السلطان «محمود الغزنوى»، حين أراد معاقبتهم بعد أن باتوا

خطرًا جسيمًا يهدد دولته. ولكن السلطان «محمود الغزنوى»

تمكن من استمالة «محمد بن سورى» - أحد رؤسائهم - فى عام

(٤٠١هـ = ١٠١٠م)، ثم عين أولاده فى حكم «فيروزكوه»

و «باميان»، ومن ثَمَّ تصاهر الغوريون مع الغزنويين، واتحدوا مع

ملوك «غزنة»، فلما قتل «بهرامشاه الغزنوى» «قطب الدين

محمود» والد زوجته الغورية، نهض أخوه «سيف الدين سورى»

مطالبًا بثأره، واحتل «غزنة» فى عام (٥٤٣هـ = ١١٤٨م). ولمَّا

تمكن «بهرامشاه الغزنوى» من قتل «سيف الدين سورى» فى

عام (٥٤٣هـ = ١١٤٨م)، قام «علاء الدين حسين» (جهانسوز) الأخ

الثانى لقطب الدين بالهجوم على «غزنة»، ثم دخلها ونهبها،

ولكنه وقع أسيرًا - بعد فترة قصيرة- فى قبضة السلطان «سنجر

السلجوقى»، وتُوفى فى عام (٥٥٦هـ = ١١٦١م)، فخلفه «غياث

الدين محمد»، وأقيمت له الخطبة فى «غزنة»، ولكن الغز طمعوا

فى «غزنة» بعد وفاة «علاء الدين» واستولوا عليها، وظلت فى

أيديهم مدة خمس عشرة سنة، ثم ألحق «غياث الدين محمد» أمير

الغور الهزيمة بالغز وطردهم من «غزنة»، إلا أنه لم يكتفِ بذلك،

وعمل على استئصال شأفة «آل سبكتكين»، وتمكن منهم، وضم

أملاكهم إلى دولته، ثم اتجهت فتوحات «الغور» إلى «الهند»

لعدم قدرتهم على الزحف إلى أواسط «آسيا» حيث توجد «الدولة

الخوارزمية»، ودولة الخطا، اللتان وقفتا حصنًا منيعًا أمام راغبى

التوسع فى هذه المناطق، ثم جاءت نهاية «الدولة الغورية» على

أيدى الخوارزميين فى عام (٦١٢هـ = ١٢١٥م). كانت مدينة

«فيروزكوه» أشهر مدن الغوريين، ومركز حضارتهم، وقصبة

<<  <  ج: ص:  >  >>