للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*البيزنطيون]

الإمبراطورية البيزنطية أو الرومانية أو كما عرفها المسلمون

بدولة الروم، التى نزل فى بعض شأنها سورة الروم فى القرآن

الكريم، إمبراطورية امتدت مابين القرنين (٤، و ١٥م)، عاصمتها

القسطنطينية (إستانبول حاليًّا)، وسميت بالبيزنطية نسبة إلى

مدينة بيزنطة التى أسس فيها الإمبراطور قسطنطين مدينة

القسطنطينية. بلغت الإمبراطورية البيزنطية أقصى اتساع لها

خلال النصف الأول من القرن الرابع الميلادى؛ فكانت حدودها من

الفرات شرقًا حتى بريطانيا غربًا، ومن الدانوب شمالاً حتى

النوبة جنوبًا، وانتهى بها الأمر فى مطلع القرن (١٥م) إلى أن

تكون القسطنطينية هى الإمبراطورية كلها. ومرجع تقلصها إلى

هذا الحد هو تداعى الأمم المجاورة لها عليها واقتضامها منها،

بدءًا بالفرس وانتهاءً بالعثمانيين ومرورًا بالجرمان (قوط

شرقيين وغربيين، والفرنجة، والأنجلو) والبرجنديين، والوندال

واللومبارد، ثم الأفار، فالمسلمين فى عصر الراشدين والأمويين،

ثم الصرب والكروات والبوشناق والمجيار والبلغار، فالأتراك

السلاجقة فالنورمان، ثم الصليبيين، حتى انتهى الأمر إلى زوالها

على يد السلطان محمد الفاتح سنة (١٤٥٣م). وأهم الضربات

الموجعة التى أثرت فى تاريخ البيزنطيين هى: ١ - التهام النصف

الغربى كله الذى يضم إيطاليا وغالة (فرنسا حاليًّا) واسبانيا

وبريطانيا وتونس وطرابلس ونوميديا (الجزائر حاليًّا)، كل ذلك

على يد الشعوب الجرمانية المتخلفة حضاريًّا، وذلك خلال القرنين

(٤، و ٥ م)؛ مما أفقد الإمبراطورية نصفها اللاتينى، وعجل

بتحولها إلى عصر بيزنطى. ٢ - ضم المسلمين لبلاد الشام ومصر

وشمال إفريقيا. ٣ - استيلاء الحملة الصليبية الرابعة على

القسطنطينية سنة (٦٠٧هـ = ١٢٠٤م)، حتى نجح الإمبراطور

ميخائيل الثامن فى استردادها سنة (٦٥٩هـ = ١٢٦١م)، غير أن

الإمبراطورية العائدة لم تقدم - خلال ما بقى من عمرها - إلاإ مزيدًا

<<  <  ج: ص:  >  >>