للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*البرنو]

قامت هذه السلطنة فى «بلاد السودان الأوسط» الذى يتكون من

حوض «بحيرة تشاد» وما تقع حواليها من بلدان تمتد من «نهر

النيجر» غربًا إلى «دارفور» شرقًا، وكانت منطقة «بحيرة تشاد»

مهد سلطنة «الكانم والبرنو». وقد ضمَّت هذه الدولة عددًا كبيرًا

من القبائل والعناصر، فهناك قبائل «الصو»، وقبائل

«الكانمبو»، وقبائل «الكانورى» وهى خليط من العرب والبربر

والزنوج، وهؤلاء يكوِّنون أغلب سكان هذه السلطنة، يضاف إلى

ذلك قبائل «التبو» (التدا) من البربر، وكذلك «بربر الطوارق» من

سكان المناطق الشمالية الصحراوية، وكذلك قبائل العرب الذين

كانوا يُعرَفون هناك باسم (الشوا)، وقد قدموا إلى «تشاد» من

«وادى النيل»، ومن القارة عبر الصحراء، وكانوا يتمثَّلون فى

قبائل «جذام» و «جهينة» و «أولاد سليمان»، وقد أدَّى اختلاط

هؤلاء العرب بالوطنيين إلى ظهور عناصر جديدة، منها:

«التنجور» و «البولالا» و «السالمات» وغيرهم. وينقسم تاريخ هذه

السلطنة إلى عصرين: عصر سيادة «كانم»، ثم عصر سيادة

«برنو»، ويقع إقليم «كانم» - الذى كان مهدًا لقيام هذه الدولة -

فى الشمال الشرقى لبحيرة تشاد وبه العاصمة «جيمى»، أما

إقليم «برنو» فإنه يقع غرب هذه البحيرة، وبه العاصمة «بيرنى

نجازرجامو» التى انتقل الحكم إليها بعد انقضاء عصر سيادة

«كانم». وقد قامت هذه الدولة فى القرن التاسع للميلاد على يد

أسرة من البربر البيض هى الأسرة «الماغومية السيفية»، التى

تزعم أنها من أصل عربى من نسل «سَيْفِ بن ذِى يَزن

الحِمْيَرِى»، واستطاعت هذه الأسرة أن تسيطر على حوض

«بحيرة تشاد»، وأن تتخذ من مدينة «جيمى» عاصمة لها، وبدأ

الإسلام يطرق أبواب هذه الدولة منذ قيامها، وخاصة من الشمال

والشرق على يد التجار والمهاجرين الذين توافدوا عليها فى

القرنين التاسع والعاشر الميلاديين. وتتحدث المصادر عن قيام

داعية إسلامى كبير هو الفقيه «محمد بن مانى»، الذى عاش فى

<<  <  ج: ص:  >  >>