للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*الفرس (دولة)]

مملكة قديمة. تنسب إلى فارس بن علم بن سام بن نوح، عليه

السلام. وهى بلاد كثيرة الجبال يزرع بها القمح والأرز والشعير

والقطن والصمغ والتبغ والفاكهة. وبدأ نفوذ الفرس يزداد فيها

سنة (٥٥٩ ق. م) فى عهد الملك كيروش، عندما قام بضم أجزاء

كبيرة من بلاد العرب وسواحل آسيا واليونان، وحارب التتار

كثيرًا، إلا أنه قتل فى حربه معهم، وتولى بعده ابنه قمبيز الذى

ضم مصر إلى مملكته، وملك بعده دارا فحارب اليونان، وخرب

جزرها، ونهب أرضها. وفى عهد كسيرسيس سنة (٤٨٨ ق. م)

حارب اليونان فأخضع معظم بلادها، ولكن أسطوله هُزم سنة

(٤٧٠ ق. م)، وقتل فى العام نفسه. وفى سنة (٣٣٦ ق. م) هاجم

الإسكندر المقدونى آسيا الصغرى وفتحها، وفتح العراق

وسوريا، ومصر، وانتصر على دار الثالث فى موقعة إربل سنة

(٣٣١ ق. م)، وأخذ فارس التى ظلت تحت قبضة اليونان، بعد موت

الإسكندر حتى سنة (٢٣٠ م). وفى هذه السنة أسس أردشير دولة

الفرس الساسانية، ومن أشهر ملوكها: أنو شروان الذى ملكها

سنة (٥٨٠ م)، وانتصر على الرومان فى آسيا، وتوفى سنة (٦٢٠

م)؛ فتولى يزدجرد الحكم، ثم هزمه المسلمون وقتل فى خلافة

عثمان بن عفان، رضى الله عنه. وظل الولاة المسلمون يحكمون

فارس؛ مما ساعد على انتشار الإسلام بين أهلها. وساعد الفرس

فى قيام الدولة العباسية بعد أن دمروا الدولة الأموية؛ فظهر

أثرهم واضحًا فى حياة المسلمين السياسية والاجتماعية والعلمية

والأدبية. وبعد أن دب الضعف فى أوصال الدولة العباسية

استقلت بعض الدول الصغيرة عن الخلافة الإسلامية، ومن أشهر

هذه الدول: الدولة السامانية والدولة الغزنوية والدولة السلجوقية

والدولة الخوارزمية. كما استولى جنكيز خان على فارس سنة

(١٢٥١ م)، وتوارثها أبناؤه من بعده حتى استولى عليها

تيمورلنك سنة (١٣٧٤ م). وقام الشاه إسماعيل الصفوى بإنشاء

الدولة الصفوية بفارس، وتعرض خلال حكمه لفارس لعدة هجمات

<<  <  ج: ص:  >  >>