للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*الأقباط]

لقب اختص به المسيحيون المصريون، دون سائر المسيحيين فى

العالم أجمع حتَّى صار علمًا عليهم، وهى كلمة ذات مدلول

تاريخى بعيد، فكلمة قبطي مأخوذة من اللفظة الإغريقية

أيغوبتي أو من اللفظة الرومانية أغيبتي، وتعنى المصرى،

ولفظة الأقباط كانت تطلق على المصريين جميعًا، ولا تخص

المسيحيين وحدهم، وقد كان إطلاق هذا اللفظ على المصريين

سابقًا على دخول المسيحية مصر، فلما دخلت المسيحية إليها

فى القرن الأول الميلادى دخل الأقباط فيها، ولما دخل الإسلام

مصر فى القرن السابع الميلادى دخل فيه الأقباط كذلك. وطوال

القرون الأولى للميلاد كان للأقباط المسيحيين أثر فى مجال

الفكر والثقافة فى عالم المسيحية آنذاك، وفى ظل الإسلام

شارك الأقباط المسيحيون المسلمين فى صنع حضارة راقية على

أرض مصر، ونعموا معًا بالحرية والأمن. وفى عهد الفاطميين

حظى المسيحيون بمكانة بارزة، فأصبحت لهم الوزارة

والمشورة، وتزوَّج الخلفاء منهم. ولم يشعر الأقباط المسيحيون

فى مصر بأى تغيير فى سياسة الدولة الإسلامية تجاههم خلال

الغزو الصليبى لبلاد الشام ومصر. وبلغ من عمق الصلة والتآلف

بين الأقباط المسيحيين والمسلمين آنذاك أن رجال الدين

المسيحى كانوا يحتكمون - فى بعض خلافاتهم - إلى ملوك

الأيوبيين، كما حدث فى عهد الملك الكامل، عندما سألوه حلَّ

النزاع بينهم حول اختيار بطريرك الإسكندرية. ومما يلفت النظر

أن الرهبان والراهبات فى أديرة مصر قد تمتعوا بالإعفاء التام

من الضرائب، وجميع الالتزامات المالية، كما سمح لهم بتلقى

الهدايا والنذور والصدقات التى تأتيهم من الخارج دون فرض أية

ضريبة عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>