للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*أمير المؤمنين]

لقب أُطلق على الخلفاء المسلمين منذ عهد عمر بن الخطاب،

رضى الله عنه. وهو ثانى ألقاب الخلفاء بعد لقب الخليفة؛

فعندما تُوفِّى أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، وتولَّى بعده

عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، لَقَّبه الناس فى بداية خلافته

بلقب خليفة خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم استقر

الأمر على تلقيبه بأمير المؤمنين؛ حتى يُتجنب ثقل توالى لقب

خليفة فيقال لمن يخلفه: خليفة خليفة خليفة رسول الله، وهكذا.

ويشير لفظ أمير فى هذا اللقب إلى الولاية العامة للخليفة، كما

تدل إضافة لفظ المؤمنين إليه على شمول هذه الدولة لهم. وقد

اقتصر استعمال لقب أمير المؤمنين منذ أن لُقب عمر بن الخطاب -

رضى الله عنه - به، حتى نهاية الخلافة على الدلالة على ما

يتمتع به الخليفة من مراسيم سياسية وسلطة سياسية وإدارية،

كما يرمز لقب أمير المؤمنين إلى القوة الحربية للمسلمين. وقد

لقب بهذا اللقب بعد عمر بن الخطاب عثمان بن عفان، وعلى بن

أبى طالب، رضى الله عنهم، ثم خلفاء بنى أمية، وخلفاء بنى

العباس فى بغداد والقاهرة، وسلاطين الموحدين فى المغرب

العربى، والفاطميون فى مصر، ثم سلاطين آل عثمان بعد فتح

مصر سنة (٩٢٣هـ = ١٥١٧م)، واستمر هذا اللقب يُطلق عليهم إلى

أن تحالف الغرب على إسقاط دولة الخلافة سنة (١٣٤٣هـ =

١٩٢٤م). وقد أُطلق لقب أمير المؤمنين مجازًا على عدد من أئمة

العلماء، مثل: شعبة بن الحجاج، الذى لُقب بأمير المؤمنين فى

رواية الحديث، وسفيان الثورى الذى لُقب بأمير المؤمنين فى

الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>