للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*ديوان البريد:]

أصل هذا الديوان فى الواقع كان موجودًا منذ عهد النبى - صلى

الله عليه وسلم -، فقد بعث كثيرًا من الرسائل إلى الملوك والأمراء

المعاصرين له، يدعوهم إلى الإسلام، وحمل هذه الرسائل سفراء

ومبعوثون من قِبله، لكن «معاوية بن أبى سفيان» أنشأ لهذا

النوع من العمل ديوانًا خاصا، وهو الجديد فى ذلك الأمر، وجعل

له موظفين معينين، يقومون على العمل به، وقام «ديوان البريد»

بمهمتين: - الأولى: نقل الرسائل من دار الخلافة وإليها، وكان

بعضها رسائل داخلية، وهى المتبادلة بين الخليفة وولاة الأقاليم

وكبار الموظفين، وبعضها الآخر رسائل خارجية وهى التى

يتبادلها الخليفة مع ملوك الدول الأجنبية وزعمائها. - والأخرى:

مراقبة أعمال الولاة وكبار الموظفين، ومتابعة سلوكهم

وأسلوبهم فى إدارة ولاياتهم، وموافاة الخلافة بتقارير منتظمة؛

حتى يكون الخليفة على علم تام بكل ما يجرى فى كل الولايات.

وكانت تلك المهمة جليلة الشأن، تُطْلع الخليفة على أى خلل أو

قصور فى الإدارة، فيسارع إلى تدارك ذلك، ولذا اهتم الأمويون

بديوان البريد اهتمامًا عظيمًا لأثره البالغ فى حسن سير الإدارة

ومراقبة الموظفين.

<<  <  ج: ص:  >  >>