للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - نعم القائد، فقد استعد جيدًا

للمعركة، وأدارها بكفاءة عالية فى ظل الإمكانات المتاحة، وجعل

أصحابه يبذلون طاقاتهم كلها فى الدفاع عن دين الله، فكان

يستشيرهم فى كل أمر ويتقبل آراءهم واقتراحاتهم، ولا يتميز عنهم

فى أى شىء، حتى إنه تناوب الركوب على بعير واحد مع «على بن

أبى طالب»، و «مرثد بن أبى مرثد الغنوى».

وكان لهذه الأسوة الحسنة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

أثرها الكبير فى نفوس أصحابه، حبًا لله ولرسوله لا ينازعه شىء،

وطاعة للأمر مهما يعظم، وسرعة فى تنفيذه، ودفاعًا عن دين الله

ودعوة رسوله بكل ما يملكون.

- العقيدة الراسخة:

كان للإيمان والثقة بنصر الله أثر بالغ فى النصر، فلم يتهيبوا الحرب

أبدًا، مع أنهم كانوا يعلمون أن قوة عدد المشركين ثلاثة أمثال

قوتهم.

- المعنويات العالية:

تمتع المجاهدون المسلمون فى «بدر» بمعنويات استمدوها من الإيمان

بالله، والثقة بنصره، ومن عظمة القائد وحكمته فى إدارة المعركة،

ولا شك أن المعنويات العالية تُعدُّ من أهم عوامل النصر فى كل

الحروب، فقد دلت التجارب أن قوة التسلح، وكثرة العدد لا تجديان ما

لم يتحل المقاتلون بمعنويات عالية.

٢ - غزوة أحد:

وقعت هذه الغزوة فى شهر شوال من العام الثالث للهجرة عند جبل

«أحد»؛ شمالى «المدينة المنورة»، فقد جندت «قريش» ثلاثة آلاف من

رجالها وحلفائها للانتقام من المسلمين، والثأر لهزيمتها الساحقة فى

«بدر» التى جلبت فى كل بيت من بيوت «مكة» مأتمًا.

وعندما وصلت أخبار ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ جمع

أصحابه على الفور، واستشارهم فى أفضل طريقة لمواجهة هذا

الموقف، فأشار عليه شيوخ «المدينة» أن يتحصنوا داخلها، ويتركوا

الأعداء خارجها لأن شوارع «المدينة» ضيقة، ويمكن إغلاقها عليهم،

وقتالهم فيها بكل طريقة ممكنة حتى بالحجارة، ويمكن أن يشترك

النساء والأطفال فى مقاومتهم، وكان هذا رأى الكبار ورأى النبى

<<  <  ج: ص:  >  >>