للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل أبقاهم يزرعون أرضهم، ولهم نصف محاصيلها، وللمسلمين النصف

الآخر.

ولما سمعت القرى اليهودية الأخرى المنتشرة فى وادى القرى، مثل:

«فدك»، و «تيماء» بما حدث لخيبر، أرسلت وفودها إلى رسول الله

- صلى الله عليه وسلم - يطلبون منه أن يعاملهم معاملته مع أهل

«خيبر» فاستجاب لهم.

٦ - فتح مكة المكرمة:

التزمت «قريش» بمعاهدة «الحديبية» لمدة عام وبعض العام، فقد ذهب

الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لأداء عمرة القضاء فى العام

السابع من الهجرة. لكنها ما لبثت أن نقضت المعاهدة عندما أعانت

قبيلة «بنى بكر» حليفتها على قبيلة «خزاعة» حليفة رسول الله

- صلى الله عليه وسلم -، فطلبت «خزاعة» من الرسول نصرتها طبقًا

للمعاهدة التى بينها وبينه، فوعدهم بالنصر، وبدأ فى الاستعداد

لغزو «مكة».

شعر «أبو سفيان» زعيم «مكة» بالخطأ الفاحش الذى وقعوا فيه،

فسافر إلى «المدينة» لمقابلة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولتجديد

المعاهدة، فلم يقبل الرسول اعتذاره.

وفى بداية الأسبوع الثانى من شهر رمضان من العام الثامن للهجرة

توجه الرسول - صلى الله عليه وسلم - على رأس جيش قوامه عشرة

آلاف مجاهد لفتح «مكة»، وكان «أبوسفيان» يتوقع - منذ أن عاد من

«المدينة» دون أن يحقق هدفه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

سيغزو «مكة»، ولكن لا يعرف متى يقع ذلك، فكان قلقًا ودائمًا

يتحسس الأخبار.

وفى ليلة من الليالى رأى أبو سفيان نيران جيش النبى التى أوقدها

المجاهدون فاستبد به الخوف والهلع، فسمع صوته «العباس بن

عبد المطلب»، وكان قد خرج من «مكة» من قبل، والتقى بالنبى

- صلى الله عليه وسلم - وأعلن إسلامه، فلما التقى بأبى سفيان أخبره

بالجيش القادم لفتح «مكة»، ولا قبل لهم به، وأخذه إلى الرسول

- صلى الله عليه وسلم - فأعلن إسلامه، وأعطاه النبى ميزة كبيرة،

بناء على اقتراح من «العباس بن عبد المطلب»، ضمن الإعلان الذى

<<  <  ج: ص:  >  >>