للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين يديه سيفًا مسلولا، حتى يغمدنى أو يدعنى فأمضى، فلم أزل

مع رسول الله حتى توفاه الله، وهو عنى راضٍ، والحمد لله كثيرًا،

وأنا به أسعد، ثم ولى أمر المسلمين أبو بكر، فكان من لا تنكرون

دعته وكرمه ولينه، فكنت خادمه وعونه، أخلط شدتى بلينه، فأكون

سيفًا مسلولا، حتى يغمدنى أو يدعنى فأمضى، فلم أزل معه كذلك

حتى قبضه الله عزَّ وجل، وهو عنى راضٍ، فالحمد لله على ذلك

كثيرًا، وأنا به أسعد، ثم إنى وليت أموركم أيها الناس، فاعلموا أن

تلك الشدة قد أضعفت - أى زادت - فارتعد بعضهم من الخوف لكنه

طمأنهم فقال: ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدى على

المسلمين، فأما أهل السلامة والقصد - أى الاعتدال - فأنا ألين لهم

من بعضهم على بعض، ولست أدع أحدًا يظلم أحدًا أو يتعدى عليه

حتى أضع خده على الأرض، وأضع قدمى على الخد الآخر، حتى

يذعن بالحق، وإنى بعد شدتى تلك أضع خدى على الأرض لأهل

العفاف وأهل الكفاف، ولكم على أيها الناس خصال أذكرها لكم،

فخذونى بها، لكم على ألا أجبى شيئًا من خراجكم، ولا ما أفاء الله

عليكم إلا من وجهه، ولكم على إذا وقع فى يدى ألا يخرج منى إلا

فى حقه، ولكم على أن أزيد عطاياكم وأرزاقكم إن شاء الله -

تعالى - وأسد ثغوركم، ولكم على ألا ألقيكم فى المهالك، وإذا غبتم

فى البعوث فأنا أبو العيال - أى يرعاهم - فاتقوا الله عباد الله

وأعينونى على أنفسكم بكفها عنى، وأعينونى على نفسى بالأمر

بالمعروف والنهى عن المنكر، وإحضارى النصيحة فيما ولانى الله من

أمركم، أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم».

الفتوحات فى عهد عمر بن الخطاب:

مواصلة فتح العراق:

بعد أن رحل «خالد بن الوليد» من «العراق» إلى الشام؛ ليتولى قيادة

الجيوش فى «اليرموك»؛ تنمَّر الفرس بالمثنى بن حارثة خليفة «خالد»

على قيادة الجيش فى «العراق» وبدءوا فى الضغط عليه، فطلب مددًا

من «أبى بكر»، الذى كان مشغولا بحرب الروم.

<<  <  ج: ص:  >  >>