للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثالث

*تحول السلطنة إلى خلافة

أسباب تحول العثمانيين من التوسع فى أوربا إلى الأراضى

الإسلامية:

يتساءل المؤرخون العرب عن السبب الذى جعل العثمانيين يتركون

جهادهم فى الميدان الأوربى، ويتجهون إلى ميدان الشرق الإسلامى

ليحاربوا فيه ويفرضوا عليه سلطانهم، وكان الأولى بهم الحرب فى

«أوربا» حيث التكتل الصليبى ضد العثمانيين المسلمين، ويمكن

إجمال السبب فى ذلك فى شقين:

أ - ازدياد النمو الشيعى فى «إيران» و «العراق»، وتهديد الدولة

الصفوية للعثمانيين، وضربها لدولتهم من الخلف أثناء انطلاقاتها فى

«أوربا».

ب - تنامى الخطر البرتغالى فى الخليج العربى وتهديدهم للأراضى

المقدسة فى الجزيرة العربية، وعجز المماليك عن مواجهتهم.

علاقة السلطان سليم بالدولة الصفوية:

أرسل الشاه «إسماعيل الصفوى» دعاته لنشر المذهب الشيعى فى

«الأناضول»، وما لبثوا أن وجدوا بعض المؤيدين، ثم قامت جماعة

«القيزيل باش» أى العلويين فى منطقة «إنطاكية» العثمانية بالتمرد

على سلطة الدولة العثمانية، استجابة لأوامر من الشاه «إسماعيل»

نفسه، وقاد هذا التمرد شخص عرف باسم «شاه قولو» أى «عبد

الشاه»، وكان هذا التمرد رهيبًا، استخدم العثمانيون فيه كل قوتهم

حتى نجحوا فى إخماده بقيادة «سليم بن السلطان بايزيد» والى

إمارة «طرابزون» القريبة من «إيران».

وحدث الصدام الأول بين «سليم بن بايزيد» والصفويين، عندما احتل

«سليم» أربع مدن من مخلفات إمبراطورية «الآق قوينلو»، وأرسل

الشاه «إسماعيل» الذى يدعى أنه وريث تلك الإمبراطورية المنهارة

أخاه «إبراهيم ميرزا» على رأس جيش لاستعادة تلك المدن، لكنه هزم

أمام «سليم» الذى دمَّر جيشه وأوقعه فى الأسر.

وأدَّت انتصارات «سليم» إلى إكسابه مكانة كبيرة وتقديرًا وإعجابًا

فى نفوس الناس، حتى نظمت فيه قصائد شعبية، غير أن السلطان

«بايزيد» أمر ابنه «سليمًا» أن يطلق سراح أخى الشاه، ويترك المدن

<<  <  ج: ص:  >  >>