للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المملوكية وبعثها من جديد، إلا أن والى «مصر» العثمانى أرسل

الرسالة هذه إلى العاصمة العثمانية ليطلع عليها السلطان «سليمان»،

وهذه الرسالة موجودة الآن فى قسم الأرشيف بمتحف «طوب قابو

سرابى».

فأمر السلطان «سليمان» بقمع الفتنة فقمعت وأرسل رأس الثائر إلى

«إستانبول» دلالة على انتهاء التمرد.

أما التمرد الثانى: فقام به «أحمد باشا» الخائن فى «مصر» فى عام

(٩٣٠هـ= ١٥٢٤م)، وكان يطمح إلى أن يشغل منصب الصدر الأعظم ولم

يفلح فى هذا، لذلك طلب إلى السلطان أن يعينه واليًا على «مصر»

فقبل السلطان. وما إن وصل «مصر» حتى حاول استمالة الناس،

وأعلن نفسه سلطانًا مستقلا، لكن أهل الشرع فى «مصر» وكذلك

جنود الإنكشارية لا يعرفون إلا سلطانًا واحدًا خليفة لكل المسلمين هو

السلطان «سليمان القانونى»، لذلك ثاروا ضد هذا الوالى المتمرد

وقتلوه وظل اسمه فى كتب التاريخ مقرونًا باسم الخائن.

والتمرد الثالث ضد خليفة المسلمين تمرد شيعى علوى قام به «بابا ذو

النون» عام (٩٣٢هـ= ١٥٢٦م) فى منطقة الأناضول؛ حيث جمع ما بين

ثلاثة آلاف وأربعة آلاف ثائر، وفرض الخراج على المنطقة، وقويت

حركته حتى إنه استطاع هزيمة بعض القواد العثمانيين الذين توجهوا

لقمع حركته، وانتهت فتنة الشيعة هذه بهزيمة «بابا ذو النون»

وأرسلت رأسه إلى «إستانبول».

والتمرد الرابع ضد الدولة العثمانية فى عهد «سليمان القانونى» كان

تمردًا شيعيا علويا أيضًا وكان على رأسه «قلندر جلبى» فى

منطقتى «قونية» و «مرعش»، وكان عدد أتباعه (٣٠.٠٠٠) شيعى

قاموا بقتل المسلمين السنيين فى هاتين المنطقتين.

توجه «بهرام باشا» لقمع هذا العصيان فقتله العصاة، ثم نجحت الحيلة

معهم؛ إذ إن الصدر الأعظم «إبراهيم باشا» قد استمال بعض رجال

«قلندر جلبى»، فقلت قواته وهزم وقتل.

الجهاد فى أوربا:

بعد هذا هدأت الأحوال فى الدولة العثمانية وبدأ السلطان «سليمان»

فى التخطيط لسياسة الجهاد فى «أوربا».

<<  <  ج: ص:  >  >>