للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الجهاد أساس محبة الله ورسوله وموقف الصوفية منه]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [بل قد جعل الله أساس محبته ومحبة رسوله الجهاد في سبيله، والجهاد يتضمن كمال محبة ما أمر الله به].

الصوفية هم من أكبر الطوائف المعارضة للجهاد، فهم لا يرون الجهاد أبداً، ولهذا عندما انتشر التصوف في بلاد المسلمين أصابهم الذل والخور والانهزام إلى درجة أن المستعمرين استعمروا كثيراً من البلاد الإسلامية بلا مقاومة، بل إن بعض شيوخ التصوف كان يقف مع المستعمرين ويأمرهم بالبقاء في بلاد المسلمين والجلوس فيها، وكان بعض المسلمين -مع الأسف- يأتي إلى قبور بعض الأولياء ويصيح عنده: يا نقشبند! أغثنا، يا نقشبند! المغول يريدون قتلنا، فيقتلونه على قبر نقشبند وهو يصيح عنده فلا ينفعه شيء ولا يقاوم عن نفسه، ولهذا لا توجد حركة من حركات الصوفية استخدمت أسلوب المقاومة إلا وكانت شاذة عند التصوف، وإنما أرادوا إنشاء مثل حالة المهدي الذي كان في السودان، فكما أنه يوجد من الأشخاص المنتسبين إلى السنة اليوم من يطالب المسلمين بالخضوع الكامل للكفار وعدم مقاومتهم وهذا مخالف للسنة، فكذلك يوجد من الصوفية وهم طوائف قليلة يطالبون بالمقاومة ضد الاستعمار، لكن الأصل في التصوف أنه ضد الجهاد الإسلامي وهذا أمر معروف تاريخياً.

<<  <  ج: ص:  >  >>