للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المقصود بذكر الله تزكية النفوس]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [فجميع ما شرعه الله من الذكر إنما هو كلام تام، لا اسم مفرد, لا مظهر ولا مضمر].

يعني: أن الهدف من الذكر هو تزكية النفس والقرب من الله سبحانه وتعالى, فعندما يكون الدعاء أو الذكر بكلمات لا معنى لها كيف يحصل هذا المقصود؟ لا يمكن أن يحصل هذا المقصود.

فهذا المقصود الذي هو تزكية النفس والإيمان والتقوى التي تكون في نفس الإنسان لا تتحصل إلا بكلام تام واضح المعنى بين، وأما ما عدا ذلك فلا يصلح أن يكون ذكراً؛ ولهذا الاسم المفرد ليس له معنى, وما لا معنى له لا يصح أن يكون ذكراً, ولا أن يكون مزكياً للنفوس.

والرقى الشرعية لها مجموعة من الشروط: الشرط الأول: أن تكون بالكلام الشرعي الذي لا يوجد فيه أي شرك.

الشرط الثاني: أن تكون هذه الرقية باللغة العربية.

وقال العلماء في تعليل هذا الشرط: إنه لا بد أن تكون الرقية باللغة العربية؛ لأنه إذا كانت بلغة أجنبية فإنها مظنة ألا يكون لها معنى ظاهر، فتكون حينئذ وسيلة من الوسائل التي قد توصل إلى الشرك، وإن كان الصحيح أنه يجوز أن تكون بغير اللغة العربية؛ إذا كانت مفهومة ومعناها ظاهراً.

الشرط الثالث: ألا يوجد فيها شيء من الشركيات, وألا تكون رقية سحرية، يعني: مرتبطة باستغاثات بالجن وبغيره.

ولهذا شرط أهل العلم الأساسي في الرقية: أن تكون بكلام واضح بين المعنى, ليس فيه دعاء لغير الله, ولا استغاثة بغير الله سبحانه وتعالى, بحيث يكون معناها مفيداً ومؤثراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>