للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[البدع والأهواء والفرق الضالة]

وهناك طرف آخر تواجهه الأمة اليوم، وهم أهل البدع والأهواء، قوم ينتسبون إلى الإسلام، وربما كان بعضهم من أهل العلم وله ردود، لكنهم أحدثوا بدعاً في مجال الاعتقاد وأحدثوا بدعاً في مجال الأعمال، وكان لهذه البدع أثر كبير في حياة الأمة، حيث انحرفت بها عن الجادة فلم تسر على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، إلى درجة أن بعض هذه البدع غيرت الدين كله، فنجد أن الشيعة أصبح لهم منهج مستقل، فلهم كتب في الحديث غير كتب السنة، ولهم رجال في الحديث غير رجال أهل السنة، ولهم منهج وطريقة في السلوك وفي الأخلاق وفي التعامل غير منهج أهل السنة وغير طريقتهم، وهكذا في خضم هذه الأفكار وهذه الآراء التي ازداد انتشارها عندما اكتشفت الآلات الحديثة اليوم، فالكتاب اليوم أصبح يطبع ويوزع في أنحاء الدنيا كلها، وإذا نظرت إلى آلة أخرى من الآلات -وهي آلة التلفزة مثلاً- وجدت القنوات الفضائية أصبحت تنشر على نطاق شامل للكرة الأرضية كلها، وإذا جئت إلى ميدان الصحف وجدت لها أثراً كبيراً في التوجه الفكري، وأصبحت هذه الأدوات التي توصل الأفكار إلى الناس ذات تأثير كبير بحسب أصحابها الذين يوجهونها والذين يقفون من ورائها.

<<  <  ج: ص:  >  >>