للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القول الثالث: أن تسبيح الكائنات وسجودها على حقيقته كما ورد]

وقالت طائفة: إن التسبيح والسجود والقنوت على حقيقته، وإنه تسبيح وقنوت حقيقي، والقنوت معناه: دوام الطاعة، قال تعالى: {كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} [البقرة:١١٦] يعني: كل له مطيعون، وجاء هذا عن ابن عباس وعن جماعة من السلف، وهذا القول هو الصحيح.

فالقنوت على حقيقته، والتسبيح على حقيقته، والسجود على حقيقته، لكن ليس بالضرورة أن تكون حقيقة ذلك هي ما يقوم به الإنسان، فلا يلزم من التسبيح -مثلاً- أن يوجد لها لسان تسبح به، ولا يلزم من السجود أن يكون لها رأس مستجيب ينحني في الأرض، فإن السجود والتسبيح والقنوت يعتبر بحسب ما يضاف إليه، فإذا أضيف إلى الإنسان فإنه يتخذ الشكل المعروف الذي نفعله نحن في السجود، والتسبيح كذلك، وإذا أضيف إلى الجبال كان له شكل آخر، وإذا أضيف إلى الشجر كان له شكل آخر، وكذلك إذا أضيف إلى البحار، وهكذا، بل إن الحيوانات سمي بعضها فاسقاً، والفسوق هو الخروج عن الطاعة، فالنبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال: (العقرب فاسقة، والحية فاسقة، والفأرة فاسقة).

وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم بين سبب قتل الوزغ، وهو أنه كان ينفخ النار على إبراهيم عليه السلام من أجل أن تزداد اضطراماً، وتزداد حرارة، ولهذا شرع صلى الله عليه وسلم قتله، وبين أن فيه أجراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>