للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مسألة خلق أفعال العباد والاعتقاد الحق فيها]

المرتبة الأخيرة: مرتبة خلق أفعال العباد.

ومسألة (خلق أفعال العباد) أعدل الأقوال وأفضل الأقوال فيها هو قول أهل السنة، فإن قول أهل السنة الذي هو الحق وما عداه باطل: هو أن الله عز وجل خلق أفعال العباد، ومن ضمن ما خلق من أفعال العباد إرادات العباد، فخلق إرادات للعباد يميزون بها بين الصالح والفاسد، وبين الضار والنافع، وبناءً على هذا التمييز يكون الاختيار، فالله عز وجل خلق أفعال العباد، وفي ذات الوقت الذي خلق فيه أفعال العباد لم يجبرهم على عمل معين، وإنما خلق لهم إرادة يختارون بها، فهل اختيار الإنسان بهذه الإرادة معناه أن الإنسان بنفسه يخلق؟! لا؛ لأن الإرادة التي يختار بها مخلوقة، فمن خلقها؟ إنه الله سبحانه وتعالى، وبناءً على هذا فهو مخلوق لله عز وجل، وأفعاله مخلوقة لله عز وجل، لكنه في نفس الوقت ليس مجبراً على فعلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>