للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الطريق الذي يوصل الإنسان إلى شهود الحقيقة الكونية عند الصوفية]

فإن قيل: ما هو الطريق الذي يوصل الإنسان إلى شهود الحقيقة الكونية عندهم؟

الجواب

الطريق كما في قوله هو: السلوك الذي لا يتقيد صاحبه بأمر الشارع ونهيه ولكن بما يراه ويذوقه ويجده ونحو ذلك.

إذاً: الطريق يكون بالسلوك بأعمال يقوم بها، هذه الأعمال لا يشترط أن تكون عبادات، يعني: زيادة الإيمان عندنا تتم بالعمل الصالح، بالصلاة، بالصيام، بالزكاة، بالخوف من الله، بالبكاء من خشية الله، بقراءة القرآن، بالذكر، هكذا يزيد العمل الصالح.

أما هؤلاء الضُلال الخرافيون الصوفية؛ فإن شهود الحقيقة الكونية عندهم يكون بالسلوك وبأعمال معينة يقومون بها لا علاقة لها بالأمر والنهي، ولا علاقة لها بالشريعة.

وهي أعمال متنوعة كثيرة، فبعضهم أخذ بعض الرياضات الموجودة عند الهنود، يعني: ربما يجلس أحدهم في الشمس المحرقة على رأس البيت عريان ليس عليه ملابس حتى يسوَّد جلده، وحتى تصيبه الأمراض، وحتى يشرف على الهلاك، وحينئذٍ تحصل في نفسه إرادات وخواطر وأفكار، كثير منها تكون أوهاماً، وهذه الحالة فرصة مناسبة للشيطان أن يعبث بالإنسان، فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.

يعني: الإنسان السوي الطبيعي الذي صفاته طبيعية وشخصيته طبيعية، وملتزم بأمر الله، ومبتعد عن ما نهى الله عز وجل، مع هذا يأتيه الشيطان ويوسوس له ويضله ضلالاً مبيناً، فكيف بالإنسان الذي وصل لهذه الحالة المزرية؟ ووضعه ليس طبيعياً، إنسان يجلس في الشمس حتى يحترق جلده، وبعضهم قد يقف على رأسه ويرفع رجليه الساعات الطويلة، إلى درجة أنه يدخله نوع من الهوس ونوع من الأمراض الهستيرية التي تحصل عند من يمارس مثل هذه الرياضات.

فهم يقومون بأعمال عبارة عن رياضات، وهذه الرياضات تؤثر في نفوسهم فتحصل عندهم إرادات نفسية، وتحصل عندهم أوهام، وتحصل عندهم خواطر معينة، هذه الإرادات وهذه الأوهام وهذه الخواطر يسمونها: شهود الحقيقة الكونية.

والحقيقة أنها توصل إلى الجنون، وعندما يقولون: إنه سقطت عنهم التكاليف قد يقول الإنسان: إنه فعلاً سقطت عنهم التكاليف، لكن من جهة أخرى، فهم يرون أن عملهم هذا عمل جليل أوصلهم إلى سقوط التكاليف عنهم.

نحن نقول: إن هذا العمل الذي يقومون به أوصلهم إلى الجنون، والمجنون لا تكليف عليه، إنسان يقف على رأسه الساعات الطويلة والليالي الطويلة وأحياناً يرافقها جوع، ويرون أن الجوع يصفي النفس، وأن التخم والأكل مضر، وقد يكون هذا له جوانب صحيحة من حيث الأمور الطبيعية، فالإنسان إذا كان بطنه ضامراً يكون أخف نفساً من الإنسان الذي يكون ممتلئاً مثلاً.

فالإنسان إذا كان ممتلئاً لا يرتاح نفسياً، لكن هم يبالغون في هذا الموضوع، فالواحد منهم يستمر يومين لا يأكل شيئاً ويذهب إلى المغارات ويعيش مع الوحوش، وبعضهم يذهب إلى القاذورات وقد يأكل من القمائم أكرمكم الله، وقد يأكل مأكولات وسخة، وبعضهم قد يأكل نوعية من النباتات المؤثرة في النفس، والنباتات هذه تؤثر، فهناك بعض من الأكل الذي يؤثر في نفسية الإنسان، ويجعله مكتئباً، والنفس والجسد متماسكان لا انفصال بينهما.

ولهذا فإن البنج أصله شجرة، والحشيش أصلاً شجرة من الخشخاش، يأخذونه ويخرجون منه مادة يشربها ويتغير الرجل تماماً، كان عاقلاً معك قبل نصف ساعة، فإذا هو مجنون بعد ذلك.

إذاً: قد يعتمدون على نوع من الأدوية يتعاطونه، إما شرباً أو أكلاً أو زيتاً يتمسحون به، ولهذا وجد من مثل هؤلاء من يمارس السحر، وأكثر من نشر السحر في البلاد الإسلامية هم الصوفية، يعني: نحن لم يأتنا كفار نشروا السحر في بلاد المسلمين، وإنما السحرة هم أئمة الصوفية، وأشهر كتاب في السحر هو كتاب: (شمس المعارف الكبرى) مؤلفه: أحمد بن علي البوني، ويرون أن هذا الرجل من الصالحين، وقد ترجم له يوسف بن إسماعيل النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) وقال: كان البوني من الأولياء الصالحين، وكان من كراماته أنه مجاب الدعوة.

ولهذا توجد طائفة عندهم وهم الرفاعية يمارسون السحر عملياً، ووجدت طائفة تجمع بين الرفاعية وبين التشيع يسمونها: البكداشية، هؤلاء سحرة تماماً، يأخذ الإنسان السيف ويدخله في بطنه ويخرجه من ظهره، ويقول: هذه من كرامات الأولياء، وهذه من ولايتي عند الله ومحبتي، ومن هذه الرياضات: أن ينقلب الإنسان على رأسه أياماً طويلة حتى يحبه الله، وبعد هذا العمل الذي يفعله يترك الصلاة ويترك الصيام ويترك العمل الصالح؛ لأن الله يحبه حسب ظنه، إلى درجة أنه يدخل السيف في بطنه ويخرجه من خلفه، وأن الله عز وجل أعطاه هذه الموهبة إكراماً له، إكراماً على الانتكاس على الرأس وترك الصلاة والصيام والزكاة وترك الأعمال الصالحة، ولهذا فإن هؤلاء من أضل الناس، ومن أجهل الناس.

وبعضهم قد يأكل الحشرات، وبعضهم قد يأكل أنواعاً غريبة، ومنهم من يشرب السم، وقد يفعلون ذلك في الأطفال، ومع الأسف تجد الفضائيات الآن تغطي بعض هذه الطوائف وتعرضها من باب التثقيف العام دون أن تبين حقيقة مثل هؤلاء، فقد رأيت برنامجاً في شريط فيديو جاء

<<  <  ج: ص:  >  >>