للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[زوال محبة غير الله من القلب]

السؤال

هل زوال أثر المعصية من القلب كما قال شيخ الإسلام: حتى تزول من القلب من الزنا وغيره؟

الجواب

الشهوة والمحبة لغير الله تزولان من القلب بمحبة الله والتعلق به سبحانه وتعالى، لكن الكلام في مسألة العشق، وأن الجماع يضعفه، هذا أمر طبيعي لا شرعي، والإنسان إذا كان قلبه معلقاً بغير الله -كفتاة مثلاً- ثم تزوجها زالت هذه المحبة في الغالب، ولا يعني هذا أنه يزني بها حتى يخف الذي في قلبه، فهذا ليس صحيحاً بل هو محرم، فالزنا جرمه عظيم، وفعل الفاحشة لن يعالج هذه المشكلة.

وهناك فرق بين من يزني بامرأة، ومن يتزوج بها، فالزنا يكون في فترة محدودة، لكن الزواج أمره مستمر، فإذا زنى بها مرة أخرى بعد شهر أو شهرين أو خمسة أشهر اشتاق إليها فرجع مرة أخرى، فيقع في كل مرة في الحرام بحجة أنه يريد أن يخفف ما في قلبه، فهذا أسلوب شيطاني، وهذا من تلاعب الشيطان بالإنسان.

والصحيح: أن يتعلق قلب الإنسان بالله، وأن يعتصم بالله، وأن يتوكل على الله، وأن يدعو الله عز وجل، وأن يقطع الطمع في التعلق بالمخلوقين، فعلاج العشق قطع الطمع، والعاشق متعلق بالمعشوق لأن عنده طمع في القرب منه والالتقاء به، لكن إذا قطع هذه العلاقة، وقطع هذا الطمع والرغبة، ووضع في باله استحالة الالتقاء بالمعشوق مائة بالمائة، فهذا سينقص مما في نفسه خمسين في المائة، والبقية يكمله الزمان إذا استمر بإذن الله تعالى.

نكتفي بهذا القدر، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>