للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فَلَمَّا رَجَعْتُ - وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ - فَجِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ، فَقَالَ: كَذَبَ مَنْ قَالَهَا، إِنَّ لَهُ لأَجْرَيْنِ اثْنَيْنِ، إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، وَأَيُّ قَتْلٍ يَزِيدُهُ عَلَيْهِ" (٦٨٩١)

الشرح:

قال الكرمانىُّ فى "شرح البخارى" والقسطلانىُّ فى "إرشاد السارى": " هذا هو التاسع عشر من الثلاثيات ".

وقد أخرج البخارى هذا الحديث فى كتاب الديات باب "إذا قتل نفسه خطأ فلا دية له" وذكره فى كتاب المغازي عن القعنبي وفي الأدب عن قتيبة وفي المظالم عن أبي عاصم النبيل وفي الذبائح عن مكي بن إبراهيم وفي الدعوات عن مسدد، وأخرجه مسلم وابن ماجه أيضا.

وقال الإسماعيلي معلقاً على قوله: " قتل نفسه خطأ " قال: " ولا إذا قتلها عمدا " يعني أنه لا مفهوم لقوله "خطأ"، والذي يظهر أن البخاري إنما قيده بالخطأ لأنه محل الخلاف، وقد أخرج الحديث أيضاً فى "باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء" وفى " غزوة خيبر".

وعامر هو ابن الأكوع فهو أخو سلمة وقيل عمه.

ولم يذكر في هذه الطريق صفة قتل عامر نفسه، وقد جاء ذكر ذلك في كتاب الأدب من كتاب البخارى ففيه: "وكان سيف عامر قصيرا فتناول به يهوديا ليضربه فرجع ذبابه فأصاب ركبته "

وقد تقدم في الدعوات من وجه آخر عن يزيد بن أبي عبيد شيخ مكي بلفظ فيه: "فلما تصاف القوم أصيب عامر بقائمة سيفه فمات "

قوله " من هُنَيَّاتك " بضم الهاء وفتح النون وتشديد الياء آخر الحروف جمع هُنَيَّة وقد تبدل الياء هاء فيقال هُنَيْهَة ويجمع على هنيهات وأراد بها الأراجيز.

قوله " حدا بهم ": من الحدو وهو سوق الإبل والغناء لها، يقال حدوت الإبل حدوا وحداء، والذى كان يقوله جاء فى غزوة خيبر، قال:

<<  <   >  >>