للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدث قبل ١٥ مليار سنة من دون أن تروه؟!! وهل عاصرتم الكون وهو يتشكل من ذرات الهيدروجين المبعثرة في الفضاء الفسيح؟ وهل شاهد أحد الفلاسفة الكائنات الدنيا وهي تتشكل تلقائياً من الجماد؟ وهل شهد أحدهم تطور الكائنات الدنيا حتى أضحت أكثر تعقيداً وكمالاً؟.

لقد جحدوا وجود الله لأنه لم يتراءَ لهم، ولأنهم عجزوا عن مشاهدته لضعفٍ في بنيانهم وقدراتهم، ولم يجحدوا نظرياتهم ولا النشوء الذاتي ولا التطور على الرغم أنهم لم يعاصروها ولم يلمسوا شيئاً منها ولم يتمكنوا من متابعتها في المستحدثات!!.

لقد شيّدوا صرحاً من الزيف والتزوير والافتراء والتدليس والأوهام والتشكيك ثم كسوه بفلسفاتهم المادية الملحدة، فجاء كبنيان حقير واهن من الثلج أبدعته أيدي أطفال عابثين، فلما أشرقت شمس الحقيقة خرَّ وذاب وصار أثراً بعد عين.

إن جحودهم هذا لوجود الله كجحود الأعمى لأشعة الشمس، إنه جحود واهن مضحك لا يؤخذ به، لأنه لن يغيِّر من الحقيقة ومن وجود الشمس أبداً. انتهى.

فيقال: كذلك السديم المزعوم لم يُعاصروه ولم يلمسوا شيئاً منه ولم يتمكنوا من متابعته وهو يدور فَتَتَولّد منه المجموعات الشمسية التي تُكَوِّن المجرات الملايين والبلايين.

<<  <   >  >>