للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقت نزولها من العليم الخبير ومن الأبعاد كما قرّرها العلم الجديد (١).

إن تفسير هذه الآية الكريمة بهذا الباطل والضلال العظيم لمن أخطر الأمور، وإذا كانت هذه المسافات المتجاوزة لحدود الخيال في فضاء الملاحدة فكيف للمسلم بإثبات السموات السبع المبنيّة ومعرفة ربه وعلوّه فوق سمواته فوق عرشه، إن المراد بكلام الملاحدة هذا هو الضلال لأنهم من أول خطوة لا يقرّون بخالق للكون، وستأتي إن شاء الله تفاصيل برهانية تكشف الغامض من هذه الدواهي.

ويأتي أن بعضهم ضال مضل بجعله السموات السبع هي الكواكب، وهذا مصادمة للقرآن العظيم والسنة الصحيحة الصريحة، وهو مذهب المعطلة الكفرة.

وقد ضلوا ضلالاً بعيداً في النجوم حيث تأوّلوا بها ما يُضيّع الخلق عن خالقهم وعلوّه واستوائه على عرشه فوق سمواته، قال البخاري رحمه الله في كتاب (بدء الخلق): وقال قتادة: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) خلق الله هذه النجوم لثلاث: جعلها زينةً للسماء ورجوماً للشياطين وعلامات يُهتدى بها، فمن تأوّل فيها غير ذلك فقد أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف مالا علم له به. انتهى. (٢)


(١) توحيد الخالق، ص٣٥٠.
(٢) رواه البخاري معلقاً وأخرجه عبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن جرير.

<<  <   >  >>