للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وجه تسمية كتاب الدارمي بالمسند]

السؤال

هل من تعليق على ما قاله النووي رحمه الله في حديث وابصة بن معبد: (حديث حسن رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل والدارمي بإسناد حسن؟).

الجواب

الإسنادان فيهما كلام، ولكن جاء لهما شواهد ذكرها ابن رجب بأسانيد جيدة، والألباني صححهما بهذه الشواهد التي ذكرها ابن رجب، فيكون الحديث حديثاً حسناً أو صحيحاً، وهنا قال: رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل والدارمي بإسناد حسن) والدارمي كتابه يقال له: السنن ويقال له: المسند، وهو ليس مسنداً على الاصطلاح المعروف في المسانيد التي هي على أسماء الصحابة، مثل: مسند الإمام أحمد وغيره من المسانيد، وإنما هو مسند بمعنى أن إسناده بذكر الرواة والرجال مثل: صحيح البخاري، فصحيح البخاري اسمه (الجامع الصحيح المسند من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه) يعني بذلك: أنه مسند بالتحديث، أي: فيه حدثنا فلان، قال: حدثنا فلان.

فيكون المسند بمعنى آخر غير المعنى المشهور، وهو أن يكون المقصود به ترتيب الأحاديث أو ذكر الأحاديث على أسماء الصحابة، بحيث يذكر الصحابي ويذكر ما له من الأحاديث، وكتاب الدارمي ليس من هذا القبيل؛ وإطلاق السنن عليه أوضح من جهة أنه على طريقة السنن وليس على طريقة المسانيد، وإذا قيل له: مسند فهو بمعنى أنّ أحاديثه مسندة.