للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عدم إثارة الفتنة عند إنكار المنكر]

السؤال

جاء في صحيح مسلم سبب رواية حديث أبي سعيد الخدري: أنه عندما بدأ الخليفة مروان بالخطبة يوم العيد، أنكر عليه رجل واعترض عليه، ودافع عنه أبو سعيد الخدري وحدث بهذا الحديث, فهل في هذا ما يدل على الإنكار على الولاة علانية؟

الجواب

هذا المنكر حصل علانية، وظن أبو سعيد رضي الله عنه والرجل الذي معه أن مروان قد نسي أن الصلاة قبل الخطبة، فذكروه، ولكنه كان قاصداً لذلك وعازماً على أن يخطب قبل أن يصلي, فتركوه وشأنه بعد أن أدوا ما عليهم, ومن المعلوم أن الذي حصل أمر منكر فنبه عليه، ولكنه لما لم يستجب ما خرج أبو سعيد وترك المكان وقال: أنا أغادر المكان لأن هذا أمر منكر, بل جلس ولم يغادر، وهذا يدل على أن تقديم الصلاة ليس بشرط وليس بأمر لازم, وأن صلاتهم مع تقديم الخطبة صحيحة، وإن كانت على خلاف ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو سعيد رضي الله عنه لم يخرج ويترك المكان بسبب حصول مخالفة للسنة، بل بقي مما يفيد أن هذا الذي فعله مروان لا يؤثر في صلاة العيد، ولا يكون مخلاً لها؛ لأن ذلك ليس شرطاً، وليس بلازم.