للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيه الدكتور حسين نصار حين وصفَ كتاب كُراعٍ بأنه كتابُ مترادِفات (١).

[قيمته:]

على الرغم من صُعوبةِ نظامِه النِّسبِيَّة. فإنّ له قيمةً كبيرةً تتمثَّلُ فيما يأتي:

(أ) أنه أقدم كتاب شاملٍٍ يصِلُنا في موضوع المشتَرَكِ اللفظيّ؛ إذ يحتوي على قرابة تسعمائة كلمة، في حين يحتوي كتاب أبي عُبيْدٍ على حوالي ١٥٠ كلمة، وكتاب أبي العَمَيثل على حوالي ٣٠٠ كلمة.

(ب) أنَّه أولُ كتابٍ من نوعه تبدو فيه روحُ النظام، وبخاصة في قسميه الأوّل والسادس. فعلى الرغم من أنْ القسمَ الأول من الكتاب لم يُرَتَّبْ هجائِيَّا، فأنت تلمحُ فيه نوعًا من الترتيب المتمثّل في البدءِ بأجزاء أعلى البدن، ثم النزول شيئاً فشيئًا حتى يصل إلى القدمين، أما القسم السادس فمرتب ترتيباً هجائياً كما سبق أن ذكرنا.

(ج) أنه من أوائل كتب اللغة التي طَبَّقت نظام الترتيب الهجائي في عرض الكلمات، وبذا فتحت مجالاً أمام أصحابِ المعاجم ليتركوا نظام الخليل الصوتي.

(د) أنه من أوائل الكتب -إن لم يكن أولها- التى راعت في ترتيب المادةِ اللُّغَوية صورةَ الكلمة التي تنطق عليها لا جِذْرَها. ويبدو أنَّ هذه الطريقة لاقت رواجًا في القرن الرابع، إذ نجد السجستاني يتبعها في "غريب القرآن" كما نجد أن ابن وَلاّد يتبعها في "المقصور والممدود".


(١) المعجم العربي ١/ ١٨٨.

<<  <   >  >>