للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حذف صدر صلة الموصول غير أي]

ثم قال: [وبعضهم أعرب مطلقا وفي ذا الحذف أيا غير أي يقتفي أن يستطل وصل وإن لم يستطل فالحذف نزر وأبوا أن يختزل] أفادنا المؤلف رحمه الله أنه لا يحذف العائد المرفوع إلا إذا كان صدر الصلة، لقوله: (وصدر وصلها ضمير انحذف) إما إذا كان فاعلاً فلا يمكن أن يحذف، وكذلك نائب الفاعل واسم كان، فلا يحذف إلا إذا كان صدر صلة، ولا يكون صدر صلة إلا وهو ضمير.

لكن هل يحذف صدر الصلة المرفوع في غير أي؟ يقول: يحذف لكن بشرط أن يستطيل الوصل، يعني: إن كانت الصلة طويلة، أما إذا كانت غير طويلة؛ فإن الحذف قليل.

فإذا قلنا: جاء الذي قائم، فالذي اسم موصول، (قائم) خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: جاء الذي هو قائم، فالصلة ليست طويلة، إنما هي كلمة واحدة، إذاً: فلا تحذف (هو) لأن الصلة غير طويلة، فيجب أن تقول: جاء الذي هو قائم.

وإذا قلنا: جاء الذي راكب بعيراً جاز؛ لأن الصلة طويلة، و (بعيراً) تكون مفعولاً به، ويجوز أن تقول: جاء الذي هو راكب بعيراً.

والضابط: إذا كان كلمة لها متعلق فهي طويلة، مثل: جاء الذي هو جالس عندك فهذا طويل يجوز أن تقول: جاء الذي جالس عندك، فتحذف الضمير؛ لأن الصلة طويلة.

قال الله تعالى: {ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} [الأنعام:١٥٤] وفي قراءة: (تماماً على الذي أحسنُ)، فهذه من القليل، والتقدير: تماماً على الذي هو أحسن، حذفت هو لكن على وجه القلة مع أنه قليل، لكن القراءة المشهورة: (تماماً على الذي أحسنَ).

الآن عرفنا الحكم،

و

السؤال

هل يحذف صدر الصلة إذا كان الموصول أيّاً؟

الجواب

إن طالت الصلة فنعم، وإن لم تطل الصلة فالحذف قليل.

نرجع إلى كلام ابن مالك رحمه الله: قال: (وفي ذا الحذف أياً غير أي يقتفي).

ذا: اسم إشارة، والمشار إليه حذف صدر الصلة وهو الضمير.

أياً: مفعول مقدم ليقتفي.

غير أي: (غير) مبتدأ، وجملة يقتفي خبرها.

وتقدير هذا الشطر: وغير أي يقتفي أياً في هذا الحذف.

ثم قال: (إن يستطل وصل) يعني: إن كان الوصل طويلاً.

(وإن لم يستطل فالحذف نزر)، أي: قليل.

معناه: أنه إذا طالت الصلة فالحذف كثير.

فمثلاً: إذا قلنا: جاء الذي هو راكب سيارته.

الصلة طويلة، فيجوز الحذف، فتقول: جاء الذي راكب سيارته.

وإذا قلنا: جاء الذي هو ذكي.

فالصلة قصيرة فيجوز حذف (هو) فتقول: جاء الذي ذكي؛ لكنه قليل.