للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معنى الشرط وليس بصحيح، فإنها ليست في معنى الشرط وإنما الصحيح أن يقال إلا إذا كانت بمعنى الاستثناء المنقطع كقوله: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا)، وقوله: (أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا)، وقوله: (لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا)، وقوله: (وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ) الوقف على هذه المواضع مستحب والابتداء بـ إِلَّا) صحيح، واختلف في قوله: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) في التين والعصر، فمن رد الإنسان إلى آدم وصل ومن رده إلى غيره قطع؛ لأن معناه الواو قال شاعرهم:

فكل أخ مفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلا الفرقدان

وقال الآخر:

ما بالمدينة دار غير واحدة ... دار الخليفة إلا دار مروان

يعني: ولا دار مَرْوَان ولا الفرقدان، إلا إذا كانت للشرط فيبتدأ بها نحو: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ)، (وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي)، و (إِلَّا تَنْفِرُوا)، (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي) فالابتداء جائز الشرط؛ لأن تقديرها الانفصال وأصلها " أن لا " إلا أنها كتبت منفصلة وكيلا تكتب في ثلاث مواضع متصلًا في الحج (لِكَيْ لَا يَعْلَمَ)، وفي الأحزاب (لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ)، وفي الحديد (لِكَيْلَا تَأْسَوْا) وغيرها تكتب منفصلًا.

فأما ما يكتب بالتاء والهاء من ذلك تاء التأنيث المتصلة بالأفعال نحو " قامت " و " قعدت "، وهكذا تاء الجميع في " أخوات "، و " بنات "، و " مسلمات "، وهكذا في التثنية " امرأتان " و " اثنتان " لا يجوز في هذه كلها إلا التاء وقفًا ووصلا وإن كان في لغة طي يقفون بالهاء لكن التنزيل لم يرد بذلك، والصنف الثاني أن يكون علامة للتأنيث في الواحد أن في الأسماء نحو: " أمة "، و " مسلمة "، و " نعمة "، و " رحمة "، فمنهم من وقف على

<<  <   >  >>