للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بيان أن البخل والأمل سببان لهلاك هذه الأمة]

وهلاك آخر هذه الأمة بالبخل والأمل: فإذا أعطى الله أحدهم من الدنيا تجده يبخل، ولا يخرج منها شيئاً، وتجد بعض الناس معه الأموال الكثيرة، ويقول: إنه طول عمره لم يخرج زكاة ماله، ولا يعرف ما هي زكاة المال! وهذا عجيب، أن يكون عمر الإنسان ستين أو سبعين سنة ويقول إنه طوال عمره لم يخرج زكاة ماله.

فأين ذهب عمره؟ وأن ذهبت السبعون السنة، وهو لم يسمع عن زكاة المال؟ ولم يخرج زكاة المال مرة من المرات.

ألم يسمع قول الله عز وجل: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة:٤٣]؟ ولكن الإنسان يبخل، فيعاقبه الله عز وجل بالغفلة، فيسمع هذه الآية ولا ينبته لمعناها، ولا يتذكر بها، إلا أن يشاء الله عز وجل له يوماً من الأيام ذلك.

فهلاك آخر هذه الأمة بالبخل، ففي أيديهم المال ويبخلون عن الحقوق، فلا يعطون لأهلهم حقهم، ولا يعطون الفقراء حقوقهم وحظهم، ولا يعطون أولادهم حقوقهم، ولا ينفقون على أحد فهم بخلاء.

وكذلك عندهم الأمل فيطمعون في المزيد، ويؤملون أن يعشوا، ويقولون: سننفق فيما بعد، فلا يعيشون ولا ينفقون وإنما يموتون ويأخذ ما لهم غيرهم.