للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فضل صلاة النافلة في البيت]

وصلاة النافلة في البيت تنير البيت، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ننور بيوتنا بهذه الصلاة ولا نشبهها بالمقابر، فإن المقابر لا يصلى فيها، وهي مظلمة على أصحابها، فلا تجعل بيتك مظلماً كالمقبرة، ولا تحرمها من بركة الصلاة، فتكون كالمقبرة التي لا يصلى فيها، قال صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم)، أي: اجعلوا من النوافل في بيوتكم، (ولا تتخذوها قبوراً) أي: ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً؛ فإن المقبرة يحرم الصلاة فيها، والمقابر ممتلئة ظلمة على أصحابها، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: لما ماتت المرأة التي كانت تقم المسجد، أي: تكنس مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فدفنوها بالليل ولم يخبروا بها النبي صلى الله عليه وسلم، -وكأنهم قللوا من شأنها-، ومرت أيام وافتقدها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرفها لأنها فقيرة، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أدرى وأعلم صلوات الله وسلامه عليه بعباد الله الذين يحبون الله ويحبهم الله عز وجل، وقد كانت هذه المرأة منهم، (فلما سألهم عن المرأة قالوا: ماتت ودفناها بالليل وخشينا أن نوقظك، فقال صلى الله عليه وسلم: إن هذه المقابر ممتلئة أو مملوءة ظلمة على أصحابها، وإن الله يضيئها بصلاتي عليهم، ثم ذهب إلى قبر المرأة فصلى عليها صلاة الجنازة) فصلى عليها على قبرها بعدما دفنت بأيام صلوات الله وسلامه عليه.