للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التوبة وشروط قبولها]

السؤال

امرأة عليها كفارة صيام شهرين متتابعين، وهي حامل في الشهر الخامس، فهل تصوم الشهرين، أم تنتظر حتى تلد ثم تصوم، وهي خائفة أن يباغتها الموت وهي لم تصم، وتقول: هل يغفر الله لي كبيرتي، وأنا تائبة ونادمة على ما فعلت، أفتوني مأجورين؟

الجواب

إن كانت تستطيع الصوم فينبغي لها أن تبادر إليه، وإن كان يشق عليها فهي معذورة، ولها أن تنتظر إلى بعد الولادة ثم تصوم شهرين، وأما عن توبتها: فإن تابت توبة نصوحاً فإن الله يتوب عليها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، قال الله تعالى في كتابه العظيم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر:٥٣]، وقد أجمع العلماء على أن هذه الآية للتائبين؛ لأن الله عمم وأطلق، {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر:٥٣]، وهي لجميع الذنوب حتى الشرك، فمن تاب توبة نصوحاً خالصة لله لا رياء فيها ولا سمعة تاب الله عليه بشرط أن يقلع عن المعصية، ويندم على ما مضى، ويعزم عزماً جازماً على أن لا يعود للمعصية، ويرد المظلمة إلى أهلها إن كانت بينه وبين الناس، وكانت التوبة قبل الموت، وقبل نزول العذاب، وقبل بلوغ الروح الحلقوم، وقبل طلوع الشمس من مغربها في آخر الزمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>