للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحث على الاستمرار في الدعوة]

السؤال

لقد سعيت جاهداً في دعوة أهلي إلى طريق الخير، تارة بشريط أو بكلمة، وتارة برسالة ولم ألحظ عليهم أي تغير أو قبول للدعوة، وتراودني نفسي أن أعيش مثلهم، وألا أهتم إلا بنفسي وأتركهم وشأنهم.

فبماذا تنصحني؟

الجواب

ننصحك بالاستمرار، وعدم اليأس، وعدم الملل والتعب، ولا بد من الصبر والاستمرار، فمن لم يصبر ويستمر انقطع عن الدعوة، ولك أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وبالمرسلين والدعاة والمصلحين، فإن نوحاً عليه الصلاة والسلام مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى الله، وكذلك نبينا عليه الصلاة والسلام استمر في دعوته، والصحابة استمروا في دعوتهم، فالداعية عليه أن يستمر في دعوته وأن يصبر، ولهذا قال الله تعالى في صفة الرابحين: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:١ - ٣]، فهذه هي صفات الرابحين، إيمان مبني على العلم الصحيح، وأداء للواجبات، ودعوة إلى الله وصبر، وهذا الصبر استمرار، فأنت تريد أن تتخلى عن الصفة الرابعة وهي الصبر فتنقطع، فلا تكون بذلك الانقطاع في ركب الدعاة، فاصبر، ولا تيأس، وأنت على خير سواء قبلوا أو لم يقبلوا، قال الله تعالى عن لقمان أنه قال لابنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [لقمان:١٧].

ولا بد من الصبر، فإن من لم يصبر لا يستطيع أن يؤدي الواجبات، ولا أن يترك المحرمات، ولا أن يسير في طريق الدعوة، ولا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ولذلك فلا بد من الصبر وتحمل الأذى واحتساب الأجر.

وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح، وثبت الله الجميع على الهدى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>