للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لا يأثم المسحور إن فعل ما هو خارج عن إرادته واستطاعته]

السؤال

أنا مسحورة بسحر التفريق بيني وبين زوجي، وأنا دائمة الرفض له بسبب هذا الأمر فهل أنا آثمة بمنعي لزوجي؟

الجواب

أولاً: يجب أن تتحقق هذه المرأة هل هي مسحورة أم لا؟ فقد لا تكون مسحورة، وقد يكون هذا التصرف منها كراهية.

نعم السحر حق، ولكن ليس كل ما يصيب الإنسان سحراً، بعض الناس تجده إذا أصابه الوجع قليلاً قال: أنا مسحور، أصبت بعين، نقول: نعم العين حق، والسحر حق، لكن ليس كل شيء يوصف هكذا، وهذه الأخت يظهر أنها عاقلة وفاهمة، والظاهر أنها ليست مسحورة؛ لأن المسحور في الغالب لا يعقل، والمقصود أن عليها أن تتحقق من هذا، ولو قدر أنها مسحورة فعلاً فعليها أن تسعى في إزالة السحر بالرقية الشرعية، أو بالحصول على السحر وإتلافه، أو على المرأة التي سحرتها وتخبرها عن مكان السحر ثم يتلف، وهذا يكثر الآن لما كثر الخدم والخادمات في البيوت ومع ذلك لم يعتبر كثير من الناس، بل كثير من الناس يأتي بالخادم والخادمة وليس له به حاجة، لكن من باب الفخر والخيلاء والمباهاة، حتى أن بعضهم يستدين من أجل الحصول على خادمة، يقول: فلان عنده خادمة، وأنا ما عندي خادمة، ثم تكون النتيجة آهات، كأن يحصل مثل هذا البلاء، وهذا السحر، فينبغي للإنسان أولاً: عدم الإكثار من الخدم والخادمات، وأن لا يأتي الإنسان بالخادم والخادمة إلا للضرورة القصوى التي لا غنى للإنسان فيها عن الإتيان بهم، ثم بعد ذلك إذا أراد أن يأتي بالخادم والخادمة يختار الناس الطيبين من المسلمين، ولا يستقدم الكفرة ولا الكافرات، بل يختار من المسلمين والمسلمات؛ لأن المسلم تخاطبه باسم الإسلام وتوجهه به، لكن الكافر لا حيلة فيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وعلى الإنسان أن يسعى لإزالة السحر، فإذا كانت الخادمة سحرت هذه المرأة فعليها أن تطلب منها أن تخبرها بمكان السحر حتى يزال، وتعمل الرقية الشرعية، وتتضرع إلى الله، وتسأل الله السلامة والعافية، وإذا فعلت شيئاً هي بدون اختيارها فلا إثم عليها، أعني: إذا كانت مضطرة ولا تستطيع دفع هذا الشيء، ولو كان عندها استطاعة ما فعلته فلا تلام لقوله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:٢٨٦] وتكون معذورة في هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>