للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رمي جمرة العقبة في منى يوم النحر]

وفي حديث جابر الذي في صحيح مسلم: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بطن محسر فحرك قليلاً، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى)؛ لأنه في هذا اليوم سيرمي الجمرة الكبرى.

والجمرات ثلاث: الصغرى، والوسطى، والكبرى، فهو سيسلك هنا الطريق التي يأتي منها على الجمرة الكبرى، فيرمي الجمرة الكبرى فقط في هذا اليوم وهو يوم النحر.

فيرميها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها، وتكون الحصى مثل حصى الخذف، ويأخذ حجر الرمي من بطن الوادي وبعدها ينصرف إلى المنحر.

إذاً: النبي صلى الله عليه وسلم خرج من المزدلفة متوجهاً إلى منى، ووصل إلى الجمرة الكبرى، ورمى هذه الجمرة في هذا اليوم فقط بسبع حصيات من بطن الوادي.

ولذا فقد روى الترمذي عن علي رضي الله عنه قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم لما انتهى إلى وادي محسر قرع ناقته فخبت حتى جاوز الوادي).

ثم يخرج من وادي محسر سائراً إلى منىً؛ لحديث جابر: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بطن محسر فحرك قليلاً ثم سلك الطريق التي تخرج إلى الجمرة الكبرى).

فمن وادي المحسر سيصل إلى منى ويرمي الجمرة الكبرى.

يقول جابر فيما رواه مسلم: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر وهو يقول: لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه).

فالنبي صلى الله عليه وسلم علمهم ماذا يفعلون فقال: (خذوا عني مناسككم)، فكما يفعل صلى الله عليه وسلم يفعلون، وهو بدأ برمي جمرة العقبة، وهذا الرمي واجب من واجبات الحج.

وقد ذكرنا قبل ذلك أركان الإحرام وهي: عقد النية أو عزمها، والطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة.

ولكن السعي بين الصفا والمروة فيه خلاف: هل هو ركن من الأركان، أو هو واجب من الواجبات؟ وأما رمي الجمرات فهو واجب من الواجبات، فيجبر هذا الواجب بدم، فإذا ترك رمي الجمرات كلها فعليه دم، وإذا ترك بعضها فعليه جزء من الدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>