للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم معرفة مواسم الزراعة ونحوها عن طريق النجوم]

السؤال

بعض الناس -خاصة أهل الزراعة من كبار السن- يعرفون موسم الزراعة وموسم الحصاد، وكذلك وقت المطر، وكل ذلك عن طريق النجوم، فما الحكم في هذا؟

الجواب

لا بأس بمعرفة فصول السنة، ومعرفة وقت البذر وما أشبه ذلك عن طريق مواقع النجوم.

والتنجيم ثلاثة أنوع: النوع الأول: الاعتقاد أن للنجوم تأثيراً في الأرض، وهذا شرك في الربوبية، وهو الشرك الذي كان عليه قوم إبراهيم.

النوع الثاني: ألا يعتقد أن للنجوم تأثيراً، لكن يدعي بها علم الغيب، ويدعي أن في اجتماعها أو افتراقها، أو غيبتها أو طلوعها معرفة للغيب، فيدعي -مثلاً- باجتماعها وطلوعها موت عظيم، أو ولادة عظيم، أو غلاء الأسعار، أو وجود الأمطار، فهذا من دعوى علم الغيب، وهو شرك، وهذان النوعان يسميان علم التأثير.

النوع الثالث: علم التسيير، وهو أن يستدل بالنجوم والشمس والقمر على معرفة فصول السنة، ومعرفة زوال الشمس، ومعرفة أوقات الصلوات، ومعرفة أوقات البذر، فهذا لا بأس به على الصحيح عند جمهور العلماء، وبعض العلماء منع من ذلك، والصواب أنه جائز، وقد كره قتادة تعلم منازل القمر، ولم يرخص فيه ابن عيينة، ذكره حرب عنهما، ورخص في تعلم المنازل أحمد وإسحاق، وهو الصواب الذي عليه جمهور العلماء، فتعلم منازل القمر لأجل معرفة أوقات الفصول، أو أوقات البذر لا بأس به، وأما وقت المطر فلا يعلمه إلا الله، ولا يستدل بالنجوم على وقت المطر، لكن يقول: إن الله أجرى العادة بنزول المطر في وقت طلوع النجم الفلاني، وأما أن يجزم فلا، وأما التوقعات فهي شيء آخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>