للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج]

السؤال

يحتفل العالم الإسلامي بليلة الإسراء والمعراج، فهل من كلمة حول ذلك؟

الجواب

هذا من البدع، وقد نبه خطباء المساجد على أن الاحتفال بليلة سبع وعشرين من رجب واعتقاد أنها ليلة الإسراء من البدع، ولم يعرف بعد وقت ليلة الإسراء والمعراج.

قال شيخ الإسلام: لم يعرف شهرها ولم يتفق عليه، ولم يدل دليل على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، ولا يعرف أنها في العشر الأخيرة من رجب، ولا يعرف أنها في شهر رجب، ولو عرف ذلك ما جاز أن يحتفل بها إلا بدليل، فلو ثبت أنها ليلة سبع وعشرين فإنه يحرم الاحتفال بالصلاة أو بالذكرى أو بالأذكار، إلا بدليل، ولا دليل، فكيف وهي لا يعلم وقتها، ولا يعلم الشهر الذي هي فيه، ولا تعلم الليلة التي هي فيها؟! فلا يوجد دليل يدل على هذا، وهذا يدل على الجهل العظيم المطبق.

والاحتفال بدعة ليس عليه دليل، ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا أصحاب القرون المفضلة، وكل بدعة ضلالة، فهي تبعد عن الله ولا تقرب منه.

فالواجب على المسلمين أن يحذروا من هذه البدع، خاصة الذين يفدون إلى هذه البلاد ويعلمون أنه يوجد في بلادهم احتفالات، فعليهم أن ينبهوا الناس ويحذروهم ويبينوا لهم أن هذا لا أصل له، وأن هذا من البدع، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه، وفي رواية لـ مسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) يعني: مردود عليه.

فهذا من البدع، والبدع تبعد من الله ولا تقرب منه، والبدع أحب إلى الشيطان من المعاصي، فأعظم الذنوب الشرك، ثم البدع، ثم الكبائر، والبدعة أحب إلى الشيطان من المعصية؛ لأن صاحب البدعة لا يظن أنه على باطل، فلا يتوب، بخلاف صاحب الكبيرة، فهو يعلم أنه على معصية، فقد يتوب، أما صاحب البدعة فهو يعتقد أنه على حق، فلذلك لا يتوب، ولهذا كانت البدعة أحب إلى الشيطان من الكبيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>