للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمع بين قوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) وحديث: (أبي وأبوك في النار)

السؤال

كيف نجمع بين قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء:١٥]، وبين قوله صلى الله عليه وسلم لرجل: (أبي وأبوك في النار)؟

الجواب

هذا محمول على أنه بلغته الدعوة، فأهل الفترات منهم من بلغته الدعوة، كوالد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذا قال: (أبي وأبوك في النار)، أما من لم تبلغه الدعوة فإنه يمتحن يوم القيامة، مثل أم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذا قال: (استأذنت ربي في أن أزورها فأذن لي، واستأذنته في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي)، وزارها وبكى وأبكى من حوله؛ لأنها ماتت في الجاهلية، وأهل الجاهلية منهم من بلغته الدعوة، ومنهم من كان موحداً، مثل قس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل، فإنهم كانوا على دين إبراهيم، وكانوا على التوحيد، ومنهم من بلغته الدعوة فغير وبدل، ومنهم من هو مسكوت عنه، وهذا يمتحن يوم القيامة.

وهذا ذهب إليه شيخ الإسلام وابن القيم وغيرهما، وقد جاءت أحاديث في أن أهل الفترات يمتحنون، وهي أحاديث ضعيفة، لكن يشد بعضها بعضاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>