للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رؤية الله تعالى في الموقف]

السؤال

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار).

فقرر شيخ الإسلام أن اللقيا هنا تدل على المعاينة، فهل يدخل في هذا الكافر؟

الجواب

اللقاء يكون معاينة بالأبصار، لكن الكفرة محجوبون عن رؤية الله، كما قال الله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين:١٥].

واختلف العلماء في رؤية أهل الموقف لله عز وجل على ثلاثة أقوال: القول الأول: أن الله تعالى يراه أهل الموقف جميعاً مؤمنهم وكافرهم، ثم يحتجب عن الكفرة.

القول الثاني: أنه لا يراه إلا المؤمنون والمنافقون؛ لما ثبت في صحيح البخاري: (أنه ينادي مناد يوم القيامة: لتتبع كل أمة ما تعبد).

فاليهود يتبعون من يعبدون، والنصارى يتبعون من يعبدون، ويتساقطون في النار، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيتجلى لهم الله في الصورة التي يعرفون، فيسجد المؤمنون، والمنافقون إذا أرادوا السجود جعل الله ظهر كل واحد منهم طبقاً واحداً.

فهذا دليل على أن المنافقين يرونه، ثم بعد ذلك يذهب المنافقون مع المؤمنون، ثم ينطفئ نور المنافقين ويضرب بينهم وبين المؤمنين بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب.

والقول الثالث: أنه لا يراه إلا المؤمنون خاصة.

فهي ثلاثة أقوال لأهل العلم، وأما رؤية المؤمن لربه في الجنة فهي رؤية النعيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>