للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التفريق بين الرسل]

السؤال

كثيراً ما نقرأ في بعض كتب العقيدة وأصول الإيمان عن الإيمان بالرسل، وأنه لا يفرق بينهم، وبعد ذلك يفضل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أولوا العزم من الرسل، فكيف ذلك؟

الجواب

التفريق بينهم هو أن يؤمن ببعضهم ويكفر ببعض، كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا} [النساء:١٥٠ - ١٥١].

فيجب الإيمان بجميع الرسل ومحبتهم وتعظيمهم، واعتقاد أنهم خير الناس أفضلهم، وأن الله من عليهم بالرسالة، والرسل بشر متقدمهم بمتأخرهم، ومتأخرهم يثني على متقدمهم، لكن التفاضل ثابت في القرآن الكريم، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا} [الإسراء:٥٥]، فأولوا العزم الخمسة هم أفضل من غيرهم، فالمفاضلة لا تقتضي التفريق الذي هو التصديق ببعض والتكذيب ببعض.

أما اعتقاد فضلهم والإقرار بنبوتهم ومحبتهم، وبيان أنهم متفاضلون فهو ثابت في القرآن، وليس هو من التفريق.

<<  <  ج: ص:  >  >>