للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم الشرك الأصغر في الآخرة]

السؤال

ما حكم الشرك الأصغر في الآخرة؟ وهل هو موجب لدخول النار؟ أم يُؤخذ من حسنات صاحبه لشركه؟

الجواب

الشرك الأصغر هو الذي لا يخرج من الملة، كالحلف بغير الله، والرياء الذي يصدر من المؤمن، وقول: لولا الله وأنت، وما لي إلا الله وأنت، فهذا من الشرك الأصغر، ولا يخرج من الملة.

واختلف العلماء في حكمه: هل هو من الكبائر فيكون تحت المشيئة، أم هو فوق الكبائر ويكون داخلاً في عموم قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء:٤٨] على قولين: أحدهما: أن حكمه حكم الكبائر، وعلى هذا يكون تحت المشيئة.

ثانيهما: أنه لا يكون تحت الكبائر ولا يغفر تأدباً مع النصوص؛ فإن الله تعالى قال: ((إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ)) وهذا شرك، فيشمل الشرك الأكبر والأصغر، لكن لا يخلد صاحبه في النار كصاحب الشرك الأكبر، بل يدخل تحت الموازنة بين الحسنات والسيئات، فإن كانت له حسنات راجحة أسقط من حسناته ما يقابل الشرك الأصغر، وإن رجحت السيئات على الحسنات عذب بقدر هذا الشرك الأصغر، ثم يخرج من النار ولا يخلد فيها.

فعلى هذا القول لا بد من أن يؤاخذ به، فإما أن يسقط من حسناته ما يقابله، أو يعذب به في النار، بخلاف الكبيرة، فالكبيرة تحت مشيئة الله، فقد يغفرها الله من دون إسقاط شيء من الحسنات، وقد يعذب صاحبها.

فالقول الأول هو أنه مثل الكبائر، أي: حكمه حكم أهل الكبائر، والقول الثاني هو أنه لا يغفر، بل يعذب به، بخلاف الكبائر، وهذا لأجل موافقة النصوص.

<<  <  ج: ص:  >  >>