للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم الدعاء بـ (أدخلنا في مستقر رحمتك)]

السؤال

قال أحد الدعاة في مسجد من المساجد كلمة، وفي آخرها دعا، وكان من ضمن دعائه: اللهم أدخلنا في مستقر رحمتك، فأنكر عليه بعض الحاضرين مثل هذا الدعاء وقال له: إن هذا من باب الحلول، فهل يجوز الدعاء بمثل هذا؟ وهل وفق للصواب من أنكر عليه؟

الجواب

لا بأس بهذا الدعاء، فقد جاء عن بعض السلف أنه فسر مستقر الرحمة بالجنة، وهذا ليس من باب الحلول، فالجنة هي رحمة الله، والرحمة هي صفة من صفات الله، والمراد بمستقر رحمتك هنا: الرحمة المخلوقة، والجنة من رحمة الله.

ومن ذلك ما جاء في الحديث: (إن الله خلق مائة رحمة فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً وأرسل جزءاً منها في الأرض، فبها يتراحم الخلق، حتى إن الدابة ترفع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه فإذا كان يوم القيامة قبضها فأكمل بها المائة يرحم بها عباده يوم القيامة).

هذه هي الرحمة المخلوقة، وهي غير الرحمة التي هي من صفات الله جل وعلا.

فقوله: (اللهم أدخلنا في مستقر رحمتك) مراد به الجنة، ومنه الحديث: (احتجت الجنة والنار، فقالت النار: في الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: في ضعفاء الناس ومساكينهم، فقضى الرب بينهما فقال للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء).

فسماها رحمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>