للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم الدفن في الليل]

السؤال

هل الدفن ليلاً مكروه؟

الجواب

جاء في الحديث النهي عن الدفن ليلاً، وجاء في الحديث الجواز، والجمع بينهما: أنه إذا كان في دفنه ليلاً تقصير في حق الميت فهو منهي عنه، مثل التقصير في الكفن، أو في حفر القبر، فهو مكروه، وإن لم يكن ثمة تقصير في حقه فلا بأس، ودفن بعض الصحابة ليلاً، ودفن أبو بكر ليلاً، ودفن عمر بن الخطاب إذا لم يكن تقصير في حق الميت من التغسيل أو الكفن أو الحفر وإن كان يفضي إلى التقصير فيؤجل إلى النهار.

والأوقات التي ينهى عن الدفن فيها هي: عند طلوع الشمس، وعند غروبها، وعند الزوال قال في حديث عقبة بن عامر: (ثلاث ساعات نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي فيهن، وأن نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة -يعني: حتى ترتفع- وحين تقف قبيل الظهر حتى تزول، وحين تتضيف للغروب حتى تغرب) هذه أوقات النهي الضيقة، وأوقات النهي خمسة: ثلاثة ضيقة قصيرة، واثنان طويلان، من صلاة الفجر إلى طلوع الشمس.

هذا وقت طويل، ومن طلوعها حتى ترتفع.

هذا وقت قصير منهي عن دفن الميت فيه، وعند وقوفها في كبد السماء قبيل الظهر حتى تزول، خمس إلى عشر دقائق.

هذا وقت قصير، وبعد العصر إلى أن تشرع في الغروب هذا وقت طويل، وعند شروعها في الغروب حتى يتم غروبها، هذا وقت ضيق منهي عن دفن الميت فيه، هذا معنى حديث عقبة بن عامر.

ولهذا في الأوقات الطويلة يصلى على الجنازة، وتصلى ذوات الأسباب، كذلك تصلى صلاة الكسوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>