للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[النهي عن إنشاد الضالة في المسجد وإنشاد الأشعار والتحلق قبل صلاة الجمعة]

كذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تنشد الضالة في المسجد وقال: (إذا رأيتم من ينشد ضالة فقولوا: لا ردها الله عليك؛ فإن المساجد لم تبن لهذا)، فلو أنه ضاع منك شيء أو أنت لقيت شيئاً فقف على باب المسجد واسأل: من الذي ضاع منه هذا الشيء؟ أو اذهب إلى إدارة المسجد وضعها هناك.

والذي ضاعت منه كذلك يتوجه إلى الغرفة فليسأل، فإذا كانت موجودة أخذها ولا يعلن في المسجد.

ونهى أن ينشد في المسجد شعر من شعر الدنيا لغير هدف تعليم الشريعة والدين، وإلا فكان حسان بن ثابت ينشد في المسجد ويدافع عن دين الله عز وجل، ويؤيده جبريل في ذلك.

ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة، فلو فرضنا أننا قلنا قبل صلاة الجمعة: يا جماعة عندنا درس علم وقعدنا، والتف الناس في حلقة قرآن أو حلقة حديث أو أي حلقة من الحلقات، فبهذه الحلقة ضيقنا على الناس المسجد، وكذلك الموعظة هي موعظة واحدة وهي خطبة الجمعة، فلا يصلح أن نعظ قبل الخطبة لا، فخطبة الجمعة تنفرد وحدها بالموعظة، وهذا فعل النبي صلوات الله وسلامه عليه، فلذلك نهى عن التحلق قبل صلاة الجمعة؛ حتى لا يضيق المسجد على أهله، فهناك من يريد أن يصلي ركعتين تحية المسجد، وهناك من يريد أن يصلي الضحى، وهناك من يريد أن يذكر الله فيقرأ سورة الكهف وغيرها.