للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم بالإسلام أعظم نعم الله على المسلمين]

موضوعنا هو حول أثر دراسة الحديث الشريف في ترك التعصب للمذاهب، والموضوع في الحقيقة أوسع من هذا؛ فالحديث سيكون حول واجب الأمة باتباع القرآن والحديث، وتوقير الأئمة، وترك التعصب لهم، هذا هو الموضوع الذي سيكون حوله الحديث، فأقول: الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وخليله وخيرته من خلقه، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وحجة على الثقلين: الجن والإنس، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين! {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:١٠].

أما بعد: فإن نعم الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمين عظيمة، وكثيرة، لا يحصيها العادون، كما قال عز وجل: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} [إبراهيم:٣٤]، ولكن أعظم وأجل هذه النعم هي بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذه الأمة، إذ لا تساويها ولا تدانيها نعمة، والله تعالى قد نوه بهذه النعمة العظيمة، وهذه المنة الجسيمة في كتابه العزيز، فقال سبحانه وتعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [آل عمران:١٦٤]، وقال سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الجمعة:٢]، وقال سبحانه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:١٢٨].

هذه النعمة العظيمة والمنة الجسيمة في إرسال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بهذه الرسالة الخالدة، إنما كانت أعم النعم وأجلها؛ لأن فيها إخراج الناس من الظلمات إلى النور، كما قال الله عز وجل: {قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [الطلاق:١٠ - ١١]، فهذه أجل النعم وأعظمها.

<<  <  ج: ص:  >  >>