للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[النهي عن تشبه الرجال بالنساء في الزينة]

جعل الله الرجل ليس محل الزينة ولا يهتم بمظهره، وإن كان قد أمره بأخذ شيء من الزينة فقال: {خُذُوا زِينَتَكُمْ} [الأعراف:٣١] ولكن في حدود ما أباح الله سبحانه، وليس بالمبالغة بحيث يصير الرجال كالنساء في التزين مثلاً، ولكن قال: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف:٣١]، فمن احترامك لبيت الله وللصلاة التي تصليها أن تتزين لها، ومستحيل أن هذا الذي يتزين ليعبد الله سيلبس شيئاً حرمه الله ويعبد الله فيه، أو أن يتزين كما تتزين المرأة لبعلها، ولكن زينة الرجال زينة تليق بهم وبرجولتهم وفحولتهم وعبادتهم لربهم سبحانه تبارك وتعالى.

وأما إذا انسلخ الإنسان من جلده فصار يلبس لبسة المرأة فلا، وما الذي يجعل الرجل يلبس لبسة المرأة؟ ما هو إلا شيء باطن في داخله من اعتراض على الله سبحانه، أو فاحشة موجودة بداخل هذا الإنسان يريد أن يواقعها، فربنا جعل للرجال لباساً، وللنساء لباساً، جعل للرجال زينة وللنساء زينة، وحرم خلط الأمرين معاً، فلعن المرأة تلبس لبسة الرجل، ولعن الرجل يلبس لبسة المرأة، لعن المرأة المترجلة التي تلبس مثل الرجل، وتمشي مشية الرجل، ولعن الرجل المخنث الذي يلبس لبسة المرأة، ويمشي مشية المرأة.

الفواحش إنما دخلت على أهل الفواحش؛ لأن النساء تتزين بزينة الرجال، فإذا بالمرأة تستغني بالمرأة عن الرجل، والرجال يتخنثون، فإذا بالشرور والفواحش توجد بين الرجل والرجل والعياذ بالله.

أما المجتمع المسلم فمن المفروض أنه مجتمع طاهر نقي تقي، يعرف العبد فيه حدود الله عز وجل، فلا يقع فيما حرم الله، ولا يتجاوز ما أحل الله سبحانه تبارك وتعالى.

وهذه البدايات: أن ينتهكوا المحارم فيواقعوها شيئاً فشيئاً حتى يواقعوا كل ما حرم الله سبحانه تبارك وتعالى.