للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرح حديث: (يُدنَى المؤمنُ من ربه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه)

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [حدثنا حميدة بن مسعدة، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن صفوان بن محرز المازني، قال: بينما نحن مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهو يطوف بالبيت، إذ عرض له رجل فقال: يا ابن عمر! كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر في النجوى؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يدنى المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه، ثم يقرره بذنوبه فيقول: هل تعرف؟ فيقول: يا رب! أعرف، حتى إذا بلغ منه ما شاء الله أن يبلغ قال: إني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، قال: ثم يعطى صحيفة حسناته، وكتابه بيمينه، قال: وأما الكافر أو المنافق فينادى على رءوس الأشهاد -قال خالد: (في الأشهاد) شيء من انقطاع- (هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)).

وهذا أخرجه مسلم في الصحيح مع اختلاف يسير، والمناجاة: هي كلام السر، قال: إن الله تعالى يدني عبده يوم القيامة، ويضع كنفه عليه ويقرره بذنوبه، فإذا أقره بذنوبه ورأى أنه هالك، قال الله: إني سترتها عليك - يعني: في الدنيا - وأنا أغفرها لك اليوم، وهذا من فضله تعالى وإحسانه، والبعض فسر الكنف بالستر كما في الحديث، لكن قد يقال: إن هذا تأويل والله أعلم بالكيفية، ولا شك أن الله تعالى يقرره بذنوبه بينه وبينه، وأما تفسير الكنف بالستر - وإن كان معناه في اللغة الستر - قد يقال: إن هذا صفة من صفات الله، والله أعلم بكيفيته.

<<  <  ج: ص:  >  >>