للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شرح حديث: (اللهم انفعني بما علمتني)]

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير عن موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علماً، والحمد لله على كل حال)].

هذا الحديث ضعيف أيضاً؛ لأن موسى بن عبيدة الربذي يضعف في الحديث، ولكن هذا دعاء طيب: (اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني) فهذا دعاء مطلوب، كون الإنسان يسأل ربه أن ينفعه بما علمه وأن يعلمه ما ينفعه، فهذا مطلوب، لكن الحديث بهذا السند ضعيف، ولكن معناه صحيح، فقد جاءت الأدلة بما يدل على هذا، ومن ذلك سورة الفاتحة فالدعاء الذي فيها يشهد لهذا الدعاء، فأنت تسأل الله أن يهديك: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة:٦ - ٧]، فقوله: (اللهم علمني ما ينفعني، وانفعني بما علمتني)، له شواهد من الأدلة العامة، وهو بهذا السند ضعيف.

وقد قال الترمذي: (حسن غريب من هذا الوجه).

لكن له شواهد أخرى، وهو بهذا السند ضعيف.

وقوله: (الحمد لله على كل حال) ورد في بعض الأحاديث الضعيفة ما يدل عليه، فقد ورد عند دخول المسجد الحرام، كما ذكر صاحب شرح زاد المستقنع: أنه إذا دخل المسجد الحرام يقول: اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلالك وعظيم سلطانك، وفي آخره: (والحمد لله على كل حال)، لكنه ضعيف.

وكون الإنسان يحمد الله على كل حال له شواهد، منها قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة:٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>